نيويورك | أخفق مجلس الأمن الدولي، أمس، في تبني بيان صحافي يتعلق بالوضع الإنساني المتدهور في ليبيا وسط خلافات بين المجموعة الغربية من جهة وروسيا من جهة ثانية. واجتمع المجلس، في جلسة مشاورات مغلقة لاعتماد البيان الليبي. واستغرب مندوب روسيا، فيتالي تشوركين تباطؤ المجلس في اعتماد مشروع البيان الليبي الذي يتطابق مع موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المعلن. بدوره، قال مندوب بريطانيا، مارك لايال غرانت، عقب المشاورات إن الدول الغربية عامة استنكرت العنف في مدينة بني وليد «لذلك لا نرى حاجة لإصدار البيان عن مجلس الأمن الدولي»، مناشداً الأطراف ضبط النفس. ورأت مصادر دبلوماسية أن الغاية من عدم إصدار البيان هو تفادي إحراج السلطات الليبية التي تتمتع بمساندة غربية. وأكد مصدر غربي قبيل جلسة المشاورات المغلقة أن بيان إدانة الإرهاب لطرف دون الآخر غير مقبول، رابطاً بين الهجمات الحربية الحكومية لا سيما بالطائرت، وبين العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة التي تقع في المدن.
مشروع بيان روسيا الصحافي المقترح يستنكر العنف بحق المدنيين في بني وليد، ويعرب عن القلق البالغ من تصاعد العنف حول المدينة «لا سيما التقارير التي تحدثت عن الإصابات بين المدنيين بما في ذلك الأطفال». كذلك دعا بيان أعضاء المجلس، السلطات الليبية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل حل النزاع بطرق سلمية والمحافظة على حقوق اليمنيين الليبيين. وشدد على الحاجة إلى تعزيز المصالحة الوطنية ضمن حوار سياسي ليبي شامل.
من جهة أخرى، شدد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق وشمال افريقيا، ألستير بيرت، أمس، على أن لدى ليبيا فرصة حقيقية لبناء مسقبل أفضل رغم التحديات التي تواجهها.
وقال بيرت بمناسبة مرور الذكرى السنوية الأولى على «التحرير» وإعلان المجلس الوطني الانتقالي رسمياً نهاية نظام الزعيم الراحل معمّر القذافي، إن «هذه الذكرى تقدم فرصة للتفكير بالتقدم الكبير الذي تم انجازه على مدى الشهور الاثني عشر الماضية في ليبيا». وأضاف أن ليبيا «تستمر في مواجهة العديد من التحديات، والقتال الحالي في مدينة بني وليد هو انعكاس واضح لذلك». وشدد على ضرورة أن «يُظهر القادة الجدد في ليبيا التزامهم بمبادئ الثورة، بإقامة بلد يحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون والمساواة للجميع».
وفي ذات الاطار، أحيت ليبيا أمس الذكرى الاولى لاعلان «التحرير التام» للبلاد من نظام معمر القذافي، فيما استمرت الاشتباكات في مدينة بني وليد. وجابت السيارات المزدانة بالعلم الليبي شوارع العاصمة مطلقة العنان للاناشيد الوطنية والنشيد الرسمي وسط اجراءات امنية مشددة.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)