بعد أشهر طويلة من الاستعدادات والتأجيل، بدأت إسرائيل أمس، بمناورتين: الاولى تهدف إلى حماية الجبهة الداخلية في مواجهة «كوارث طبيعية» من قبيل الزلازل وتسونامي، وتحمل اسم «نقطة تحول – 6»، والثانية بمشاركة الجيشين الإسرائيلي والاميركي، وتهدف إلى حماية الجبهة الداخلية من الاخطار الجوية والصاروخية. بدأت إسرائيل مناورتها الداخلية الكبرى، التي يفترض ان تنتهي يوم الخميس المقبل، تحت شعار «مواجهة كوارث طبيعية» من قبيل الزلازل وتسونامي. ومع بدء المناورة، طلب الجيش الإسرائيلي من المواطنين تنفيذ تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، وفُعِّل مشروع «رسالة شخصية» وفحص منظومات الاخطار للاجهزة النقالة، بحيث تصل الرسائل القصيرة إلى كل ارجاء البلاد. كذلك شملت المناورة في يومها الاول، الوزارات الحكومية والمؤسسات العامة، من ضمنها خروج رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزرائها، من مقر الحكومة، حيث كانت تعقد جلستها الاسبوعية، انطلاقاً من أن «الوزراء هم أولاً مواطني إسرائيل، وهم كالجميع لهم دورهم في المناورة»، كما أوضح نتنياهو، الذي لم يفته استغلال المناسبة لتوجيه رسالة إلى الجمهور، لغايات انتخابية، بالقول: «لا توجد حكومة استثمرت بهذا القدر في حماية الجبهة الداخلية في مواجهة تهديدين اساسيين، الاول تهديد الصواريخ، والثاني تهديد هزات ارضية». وبحسب موقع صحيفة «معاريف»، تهدف المناورة إلى تهيئة الجمهور في إسرائيل والسلطات المحلية لمواجهة حالات وقوع هزة ارضية، وبالتالي ترشيد سبل عمل هذه السلطات والاجسام لتحصين جاهزيتها وتعاملها مع الأحداث على مستوى كل إسرائيل، من ضمنها: فحص جاهزية وسرعة التجاوب في إعلان البيانات والأخبار عبر البث العام ووسائل الإعلام، فحص شبكة الإنذار الخليوية، إعداد الملاجئ وتجهيزها لحالات الهزات الأرضية، فحص وتطبيق التوصيات الجديدة للوقاية أثناء وقوع الهزات الأرضية، ومدى التنسيق بين منظمات الطوارئ المختلفة. كذلك ستشارك في المناورة نحو 250 سلطة محلية.
بموازاة ذلك، بدأ الجيشان الإسرائيلي والاميركي، أكبر مناورة دفاع جوي مشتركة، حتى الآن، تحمل اسم «التحدي الصارم 12» (Austere Challenge 12). وبحسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، تأتي هذه المناورات بهدف «تحسين قدرة العمل المتبادلة بين منظومات الدفاع الجوي للجيشين»، ومن أجل «التعلم والتأسيس لتعاون مثمر بين الجيشين». لكن في المقابل، برز حرص شديد في تل ابيب وواشنطن على عدم الربط بين المناورة والاستعداد لمواجهات قد تخوضها إسرائيل في المنطقة، أو أن تكون رسالة في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، بالتأكيد أن التخطيط للمناورة بدأ قبل أكثر من سنتين «ولا يأتي رداً على أحداث موضعية في المنطقة».
في السياق نفسه، ذكرت الاذاعة الإسرائيلية أنّ من المتوقع أن تستمر المناورة أربعة اسابيع حيث سيكون التعامل مع عدة سيناريوات يتعرض فيها العمق الإسرائيلي لهجمات صاروخية وغارات جوية، وتشارك فيها، إلى جانب نحو 3000 جندي اميركي، ونحو 1000 جندي اسرائيلي، بطاريات مضادة للصواريخ من طراز «باتريوت» و«حيتس» ومنظومة «القبة الحديدية» المخصصة لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى.