كما كان متوقعاً، قامت قوات الاحتلال البحرية، أول من أمس، باعتراض السفينة «ايستيل»، التي تقل نشطاء أجانب مؤيدين للفلسطينيين، وتسعى الى كسر الحصار البحري الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة، على بُعد 30 ميلاً في المياه الدولية قبالة شواطئ فلسطين المحتلة. وعمد جنود الاحتلال الى اقتياد السفينة «ايستيل»، التي استأجرتها الحركة السويدية «سفينة الى غزّة ــ السويد»، مساء أول من أمس الى ميناء أشدود الاسرائيلي، وسُلّم الركاب الـ27 إلى الشرطة ثم الى سلطات الهجرة في وزارة الداخلية الاسرائيلية.
وقالت المتحدثة باسم سلطات الهجرة سابين حداد، إن «ثلاثين راكباً، 27 أجنبياً وثلاثة اسرائيليين، وصلوا مساء اليوم (أول من أمس) الى أشدود. سيجري استجوابهم خلال الليل». وأوضحت أن «الركاب الأجانب الذين دخلوا بطريقة غير شرعية الى اسرائيل، سيجري ترحيلهم الى بلدانهم الأصلية. بإمكانهم المغادرة حالاً اذا ما رفضوا أن يجري الاستماع اليهم من جانب القاضي، الذي من المتوقع أن يصدر قرار ترحيلهم خلال 72 ساعة». وفي بيان له، هنّأ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، جيشه، منتقداً ما سماه «استفزاز» منظمي الرحلة. وقال «حتى الناس الذين كانوا على السفينة يعرفون أن لا أزمة انسانية في غزة. اذا ما كانوا فعلاً قلقين إزاء وضع حقوق الانسان، فالأَولى كان أن يتوجهوا الى سوريا»، متهماً الناشطين على السفينة بأنه «لا هدف لديهم سوى تلطيخ سمعة اسرائيل». وكان جيش الاحتلال قد أكد في وقت سابق أن عناصر البحرية صعدوا الى السفينة، وأن العملية انتهت على نحو سلمي، لتنتهي بذلك أحدث محاولة للنشطاء لكسر الحصار البحري القاسي الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ 2006، وتمنع بموجبه خروج أو دخول اية سفينة الى سواحل القطاع.
وأضاف الجيش في بيانه إن خمس سفن تابعة للبحرية موجودة في منطقة وجود السفينة «ايستيل». وقال الجيش إنه جرى الصعود الى السفينة بعد «عدم رد ركابها على اتصالات عدة أُجريت معهم». وتابع «نتيجة عدم استعدادهم للتعاون، وبعد تجاهلهم المكالمات لتغيير مسار السفينة، اتُخذ قرار بالصعود الى السفينة واقتيدت الى ميناء أشدود»، مؤكداً أن القوات «لم تضطر الى استخدام القوة». وقال منظمو الرحلة إن السفينة كان على متنها 17راكباً، بينهم خمسة برلمانيين من أوروبا، ونائب كندي سابق، كما تحمل شحنة من المساعدات الانسانية، و30 حمامة كان النشطاء ينوون إطلاقها لدى وصولهم الى غزة.
وسارعت حركة «حماس» الى إدانة اعتراض السفينة، ووصفته بالقرصنة. وقالت في بيان لها «إننا في حركة حماس ندين بشدة هذا الاعتداء الصارخ على سفينة المتضامنين مع قطاع غزة، ونعدّه قرصنة فاضحة، وإمعاناً في تضييق الحصار على شعبنا الفلسطيني».
كذلك دانت منظمة «غيشا» الاسرائيلية الأهلية، التي تؤيد حرية الحركة والتجارة للفلسطينيين، اعتراض السفينة. وقالت إن «المسألة لا تتعلق بما يمكن ان يدخل الى غزة، بل بماذا ومن يسمح له بمغادرتها. اسرائيل تواصل منع سكان غزة من التوجه الى الضفة الغربية، وتسويق منتجاتهم خارج القطاع، ما يخنق أي تنمية اقتصادية او اجتماعية».
وقبل وصول السفينة الى اشدود، تجمّع نحو 20 من نشطاء السلام الإسرائيليين عند شاطئ مجاور، وحملوا لافتات كتب عليها بالعبرية والإنكليزية «أنهوا حصار غزة» و«الحصار يساوي جريمة حرب». وقال تحالف لمجموعات حقوق الإنسان الإسرائيلية، بينها ائتلاف «النساء من أجل السلام» و«ييش غفول» و«اللجنة العامة ضد التعذيب في اسرائيل»، «نحن نعارض السياسة الاسرائيلية التي تسعى الى الاحتفاظ بالسيطرة من خلال الحصار والاغلاق».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)



أعرب المفكر الأميركي، نعوم تشومسكي (الصورة)، خلال مشاركته في مؤتمر دولي للغات في غزة، أول من أمس، عن تضامنه مع السفينة «ايستيل»، وقال إن السفينة «رسالة بأن العالم بدأ يتغير تجاه دعم أكبر للقضية الفلسطينية، حتى وإن أوقفتها القوات البحرية الاسرائيلية، فإن هذا لن يوقف هذا الجهد العالمي الذي يتعاظم على نحو سريع».
واضاف إن القضية الفلسطينية «باتت محل نقاش وتضامن اكثر، حيث إن الدعم الدولي بدأ يتعاظم بقوة»، مبيناً أن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في نهاية 2008 «قلبت الموازين وأسهمت إسهاماً كبيراً في تغيير الصورة في العالم حول ما يجري على الأرض، وهو ما عزز مفاهيم التضامن وحركات الدعم للشعب الفلسطيني». وانتقد الانقسام الفلسطيني.
(أ ف ب)