القاهرة | كما هو متوقع فاز رئيس مجلس الشعب المحلول محمد سعد الكتاتني، بمنصب رئيس حزب الحرية والعدالة، الحاكم في مصر، بغالبية 67 في المئة من اصوات اعضاء مجلس شورى الحزب. وخلف الكتاتني بذلك أول رئيس للحزب، محمد مرسي، الذي سبق أن عُيّن رئيساً للحزب قبل أن يتقدم باستقالته من عضوية الحزب الحديث التأسيس بعد ثورة يناير، ليتفرغ لمنصب رئيس الجمهورية.
في المقابل واجه القائم بأعمال رئيس الحزب، صاحب الفضل الأكبر في هزيمة مرسي في موقعة النائب العام، خلال الأيام الماضية، القيادي الإخواني عصام العريان، هزيمة منكرة، حيث حصل على تأييد 283 قيادياً في الجماعة فقط، من إجمالي 820 حضروا المؤتمر العام للحزب أمس.
الانتخابات التي بدأت بعد الموعد المحدد لها بقرابة ساعتين لعدم اكتمال النصاب القانوني، حيث بلغ عدد الحضور في الثانية عشرة ظهراً 400 عضو فقط، من إجمالي 1018 عضواً ممن لهم حق الانتخاب، فيما النصاب اللازم لإجراء الانتخابات لا بد ألا يقل عن 772 عضواً.
وشهد المؤتمر العام تصريحات نارية من كلا المرشحين للرئاسة، حيث واصل العريان توريط رئيسه وابن جماعته في أمور عديدة، مثل أزمة إقالة النائب العام التي خرج منها متراجعاً عن قراره للمرة الثالثة في مواجهة القضاء.
وما زاد «الطين بلة» هو توريط مرسي في مخالفة صريحة للقانون أيضاً، من خلال تصريحات العريان عن تسجيل مكالمة النائب العام مع مرسي، التي أمر النائب العام بفتح تحقيق فيها أول من أمس، لمعرفة حقيقة قيام مؤسسة الرئاسة بتسجيل مكالمات الرئيس من دون إذن النيابة العامة من عدمه، وعلاقة العريان بهذا الأمر.
العريان قال إن «المكالمات التي أجراها النائب العام مع مؤسسة الرئاسة، ليست مكالمات خاصة، وتسجيلها ليس مخالفاً للقانون.. واللي يخاف من التسجيل يبقى عنده حاجة عايز يخفيها».
في هذا الوقت، نفى مصدر رسمي في رئاسة الجمهورية لـ «الأخبار» تصريحات العريان عن وجود تسجيل لمكالمات الرئيس مع الغير، مشدداً على أن العريان لا يمثل مؤسسة الرئاسة من قريب أو من بعيد، وهو ما أثار غضب القضاة الذين رأوا أن مرسي يوافق على استفزاز العريان لهم ثم يكذّب تصريحاته.
وفي المقابل، اقتصرت تصريحات الكتانتي قبل وبعد إعلان نتيجة الانتخابات على حزب الحرية والعدالة، وموقفه من رئاسة البرلمان في حال فوزه برئاسة الحزب، فقال إن «الترشح لرئاسة الحزب قرار شخصي يحق لأيّ عضو من أعضاء الحزب تنطبق عليه الشروط أن يمارسه، أما الترشح لأي منصب تنفيذي أو عضوية مجلسي الشعب والشورى أو رئاسة إحدى اللجان فيهما أو رئاسة البرلمان، فهو قرار ملك للحزب، وفي حال ترك الحرية لي لاختيار أحدهما إذا نجحت برئاسة حزب الحرية والعدالة، فسأختار العمل كرئيس للحزب».
أما رئيس اللجنة المشرفة على انتخابات «الحرية والعدالة» حسين إبراهيم، فقد أشار لـ«الأخبار» إلى أن «مرسي سبق أن تقدم باستقالته إلى المكتب التنفيذي للحزب، ثم اعتمدت الاستقالة من الهيئة العليا بتاريخ 29 أيلول الماضي، ثم جرى عرضها على المؤتمر العام للتصويت، الذى وافق بالغالبية على قبول الاستقالة».
وقلل سياسيون من جدوى هذه الاستقالة، مؤكدين أن مرسي قدم أوراق ترشيحه الى لجنة الانتخابات الرئاسية كممثل عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة واستقالته تلك ما هي إلا مجرد إجراء شكلي.
من جهة ثانية، أكد الرئيس مرسي أن «أبناء مصر على قلب رجل واحد من أجل المصلحة العليا للوطن وإرضاء لله». وقال في كلمة قصيرة ألقاها عقب صلاة الجمعة أمس في مسجد التنعيم وسط مدينة مرسي مطروح، إنه سيسعى إلى حل جميع مشاكل أهل مطروح، داعياً اياهم إلى تأليف وفد مكون من 20 أو 30 شخصاً يحملون اليه في مقر الرئاسة المشاكل والقضايا التي تشغلهم.
وحدد الرئيس موعداً للقاء الوفد في السادس من شهر تشرين الثاني المقبل، للعمل على حل مشاكلهم، كما جاء في موقع «أخبار مصر» الالكتروني. وأوضح مرسي، خلال اللقاء الذي جمعه بشيوخ وعواقل القبائل والعمد والمشايخ في مدينة مطروح أمس، أن انتماء أهل مطروح غير قابل للتشكيك على الرغم من بُعد المسافة عن الوادي، مشيراً إلى وجود انتماء عربي آخر لقرب المنطقة من الحدود مع ليبيا.
وأبدى الرئيس اعتذاره الشخصي بسبب شكوى البعض من الإجراءات الأمنية، مشيراً إلى أن هذه الترتيبات بسبب ضيق الوقت فقط وليس خوفاً من أبناء الوطن.
وأكد مرسي انه «لا مكان لأي مفسد في العهد الجديد، وان الحديث عن الفلول لا مجال له ايضاً في عهده»، مؤكداً أن مصر الآن في مرحلة العبور الثالث للقضاء على الفساد.
وتحدث مرسي عن ضرورة تنمية واحة سيوة، مشيراً إلى أن هناك فرصاً لاستخراج المياه فيها إلى جانب ضرورة تنمية مطروح وشواطئها.
ونوه الرئيس المصري بأنه خلال الاسبوع الماضي توجه إلى مدينة العريش في شمال سيناء عند الحدود الشرقية، واليوم هو في مطروح على الحدود الغربية، وفي العيد سيتوجه الى جنوب مصر.
من جانبه، قال محافظ مطروح اللواء طه محمد السيد، إن زيارة الرئيس مرسي تتزامن مع احتفالات مصر بنصر أكتوبر المجيد، الذي تكاتفت فيه جميع طوائف الشعب المصري، كما تتزامن أيضاً مع احتفالات عيد الأضحى المبارك، وهو ما يجعلها زيارة مميزة وذات طابع خاص لدى المواطن في مطروح، ولا سيما أنها الزيارة الأولى للرئيس إلى المحافظة بعد انتخابه.