اتهمت السلطات السورية جهات تركية وسعودية بعقد صفقة مع تنظيم «القاعدة» تنصّ على نقل مقاتلي الأخير إلى تركيا ومنها إلى سوريا للقتال ضد النظام. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنّ وزارة الخارجية السورية وجهت، يوم أمس، رسالتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، جاء فيهما «لدينا معلومات مؤكدة، تفيد بقيام بعض الجهات المرتبطة بتنظيم القاعدة بعقد صفقة بين التنظيم وجهات تركية وسعودية تنصّ على نقل مقاتلي القاعدة إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا». ودعت مجلس الأمن إلى التحرك «جدياً لردع الإرهابيين وتجفيف مصادر تمويلهم المادية والمعنوية، ووضع دول العالم كافة أمام مسؤولياتها المعلنة تجاه مسألة الإرهاب». في هذه الأثناء، دعت صحيفة «واشنطن بوست» الحكومة الأميركية إلى إجراء بعض التغييرات «المعتدلة» في سياستها تجاه الأزمة السورية. ورأت الصحيفة أنّ الولايات المتحدة وضعت في الوقت الراهن برنامجاً محدوداً لتوفير مساعدات غير قاتلة للمعارضة. وأشارت إلى أنه إذا ساعدت الولايات المتحدة على تنسيق عملية تمويل المعارضة السورية فإن «الجيش السوري الحر» سيمتلك عدة مزايا، منها: أنّ المعارضة الأكثر تنظيماً ستكون قادرة على هزم النظام، وأكثر قدرة على حكم سوريا مستقبلاً.
من جهتها، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، في تقرير لها من أنطاكيا، أن مسؤولين أميركيين قد نسقوا مع كل من تركيا والسعودية وقطر حول الأسلحة والذخائر التي ترسلها إلى الجماعات السورية المسلحة، كما كثفت وزارة الدفاع الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجودها في منطقة الحدود التركية ـــ السورية، في وقت تتدفق فيه الأسلحة إلى داخل سوريا بمعدل ثلاث شحنات أسبوعياً. وكشفت الصحيفة أن الولايات المتحدة أوقفت في شهر تموز الماضي شحنة من الصواريخ التي تطلق من الكتف كانت آتية من ليبيا.
في السياق، حذّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، الحكومة الأميركية من تسليم منظومات دفاع جوي صاروخية لمقاتلين سوريين. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لوكاشيفيتش، قوله إن احتمال تسليم الولايات المتحدة منظومات دفاع جوي صاروخية محمولة لمقاتلين سوريين سيكون خطوة خطرة للغاية، قائلاً إن ذلك سيكون في الواقع تسليحاً للإرهابيين الدوليين. وأوضح لوكاشيفيتش أن تقارير صحافية تحدثت عن أنّ واشنطن قرّرت تسليم مجموعة من منظومات صواريخ «ستينغر» المحمولة إلى مقاتلين سوريين، مشيراً إلى أن مصدر هذه المعلومات غير معروف إلا أنه يجب أخذها بالحسبان. وقال الدبلوماسي الروسي، إن موسكو ستتابع باهتمام التحقيق في حادث تزويد المعارضة السورية بالأسلحة من خلال ميناء الإسكندرونة، مشيراً إلى أن الأنباء حول وصول الأسلحة إلى المعارضة السورية على متن سفينة ليبية من خلال هذا الميناء قد تأكدت.
ميدانياً، تركّز القتال في مدينة معرة النعمان ومحيطها، حيث بدأ مقاتلون معارضون «هجوماً حاسماً» على معسكر وادي الضيف في محيط المدينة. وقال رائد منديل، وهو أحد قادة المقاتلين المعارضين في المنطقة، لوكالة «فرانس برس» «بدأنا الهجوم الحاسم على المعسكر، وسنسيطر عليه». وبحسب المقاتلين، الذين يفرضون حصاراً على المعسكر وحاولوا اقتحامه في الأيام الاخيرة، في وادي الضيف نحو 250 جندياً نظامياً وكمية كبيرة من العتاد العسكري والذخائر.
وقتل 44 شخصاً، جراء غارة شنّتها الطائرات الحربية السورية على مدينة معرة النعمان، بحسب ما أبلغ مسعفون وكالة «فرانس برس». وقال أحد هؤلاء المسعفين «انتشلنا ما مجموعه 44 جثة من تحت الأنقاض، بينها جثث لعدد من الأطفال». في موازاة ذلك، نفّذت وحدات من الجيش السوري عمليات في قرى ريف معرة النعمان الشرقي، سيطرت خلالها على بلدتي معرة شمارين ومعرة حطاط. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» إن «وحدات قواتنا المسلّحة نفّذت عمليات نوعية عدة، تمكنّت من خلالها من تطهير بلدتي معرة شمارين ومعرة حطاط بريف المعرة الشرقي». وأضافت إنّه جرى خلال العملية القضاء على «عدد كبير من الإرهابيين».
إلى ذلك، فجّر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه على مقربة من مبنى وزارة الداخلية السورية في أحد أحياء دمشق، بحسب ما أفاد مصدر أمني. وقال المصدر «إنّ التفجير لم يؤد إلى سقوط ضحايا».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)