من لبنان، حذّر الموفد الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، من اتساع رقعة الأزمة السورية، مشدّداً على أنّ الحلّ يجب أن ينبع من السوريين أنفسهم. كذلك جدّد الدعوة إلى وقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى، فيما أعلنت أنقرة وطهران دعمهما تنفيذ هذه الدعوة، فيما اقترح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إجراء محادثات ثلاثية تضمّ البلدين ومصر بشأن الأزمة السورية. وحذّر الموفد الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من أنّ الأزمة السورية قد تأكل «الأخضر واليابس» في المنطقة. وقال الإبراهيمي، رداً على سؤال عن دور دول الجوار في النزاع السوري: «لا بدّ أن تدرك هذه الدول أنّه لا يمكن أن تبقى هذه الأزمة داخل الحدود السورية إلى الأبد». وأتت تصريحات الإبراهيمي، إثر لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في بيروت، وجدّد التذكير بدعوته إلى وقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى، قائلاً إنّ «الشعب السوري الآن من الطرفين يدفن مئة إنسان كل يوم، فهل من المعيب الطلب في مناسبة العيد خفض عدد القتلى؟». وأضاف: «لو تجاوبت معنا الحكومة والأشياء التي سمعناها تبشّر بالخير، ولو ما قيل لنا من قبل المعارضة إنهم سيتجاوبون مباشرة مع ذلك، تكون خطوة صغيرة نحو بناء وقف إطلاق نار أشمل، وحديث عن سحب الأسلحة الثقيلة ووقف تدفق السلاح من الخارج، ثم بناء مشروع حلّ سياسي للأزمة السورية». ورأى أنّ «هذه الأزمة السياسية الواقعة بين السوريين يجب أن تحلّ من قبلهم بمساعدة دولية تقوم بها الأمم المتحدة بالتعاون مع جامعة الدول العربية، لكن أولاً وأخيراً هم المسؤولون (السوريون) عن ذلك». وأضاف: «دعونا نفكر في الوسيلة التي يمكن أن تخرج سوريا من الحفرة التي وقعت فيها».
وذكّر الإبراهيمي بخطة النقاط الست التي اقترحها سلفه كوفي أنان، فضلاً عن «اتفاق جنيف» الذي انبثقت منه هذه النقاط، «وأجمع عليه أعضاء مجلس الأمن ومعظم دول المنطقة». وسبق للإبراهيمي التأكيد أنّه سيختم جولته في دمشق، كذلك ستكون محطته المقبلة العاصمة الأردنية عمان.
في هذه الأثناء، اقترح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إجراء محادثات ثلاثية تضمّ البلدين ومصر بشأن الأزمة السورية. وطرح أردوغان، خلال حديثه إلى الصحافيين لدى عودته إلى أنقرة قادماً من أذربيجان حيث أجرى محادثات مع أحمدي نجاد على هامش قمة لمنظمة التعاون الاقتصادي، خيارات عدة للدول كي تشارك في محادثات مستقبلية بشأن سوريا. وقال أردوغان: «اقترحنا منظومة ثلاثية، قد تتألف هذه المنظومة الثلاثية من تركيا ومصر وإيران»، وأضاف: «هناك منظومة ثانية قد تتكون من تركيا وروسيا وإيران، وثمة منظومة ثالثة قد تضم تركيا ومصر والسعودية».
وتأتي المبادرة التركية لتجاوز معارضة السعودية لمشاركة إيران في محادثات رباعية دعت إليها مصر في وقت سابق. وعبّر أردوغان عن دعمه لمساعي الأخضر الإبراهيمي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، إن أنقرة تعمل ما في وسعها لتحقيق وقف إطلاق نار في سوريا خلال عيد الأضحى، رغم عدم توافر الشروط لذلك. وأعرب داوود أوغلو عن أمله «تحقيق هدنة في العيد، على الأقل، تتيح للأخوة في سوريا أن يأخذوا نفساً خلالها». وأضاف أن طهران أعربت عن تأييدها لهذه الفكرة، في اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ولفت إلى أن بلاده تجري أيضاً مشاورات في هذا الشأن مع الدول المجاورة، معرباً عن رغبة بلاده في وقف نزف الدماء تماماً في سوريا.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية أن «الرئيس محمود أحمدي نجاد يدعم وقفاً لإطلاق النار في سوريا خلال عيد الاضحى».
في السياق، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، الحكومة السورية وجميع أطراف المعارضة المسلحة إلى التزام هدنة خلال عيد الأضحى. ودعا العربي، في بيان، «جميع الدول والهيئات العربية والدولية المعنية إلى العمل معاً لفرض الالتزام بهذه الهدنة خلال أيام عيد الأضحى حقنا لدماء الشعب السوري».
وكان العربي قد اجتمع، مساء الثلاثاء، مع الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي وعرض معه نتائج المحادثات التي أجراها الأخير خلال جولته، بحسب مصدر في الجامعة العربية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)