غزة | قرّرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، أمس، السماح لـ18 مبعداً من أصل 163، من الأسرى المحررين ضمن عملية شاليط أو وفاء الأحرار، بالعودة إلى ديارهم في الضفة الغربية. ويعود المبعدون الـ18 إلى مسقط رؤوسهم في الضفة الغربية، تنفيذاً لبنود اتفاق التبادل الذي تم بوساطة مصرية، وذلك بعد إتمام عام كامل من الإبعاد إلى غزّة. وتنتظر عائلة الأسير عبد الرؤوف شلبي (41 عاماً) انقضاء الساعات بفارغ الصبر، ليجتاز ابنها الحاجز عبر معبر «إيريز» (بيت حانون)، ويدخل أراضي الضفة الغربية، عائداً إلى منزله في جنين، بعد فراق عن أهله دام 18 عاماً، قضى 17 عاماً منها في سجون الاحتلال الإسرائيلية. وكان شلبي قد اعتقل من قبل قوات الاحتلال في منزل أخته بعد دهمها له، ووجهت إليه تهماً بتنفيذ عملية فدائية ضد موقع إسرائيلي، وانضمامه إلى حركة «حماس».
وتقول شقيقته الكبرى «أم أسامة» (51 عاماً) «اليوم اكتملت فرحتنا، لأن حلم والدتنا تحقق، وكنت أتمنى لو أنها معنا لتراه بنفسها، هي التي طالما انتظرته، ولكنها ترانا من السماء حتماً». وتوفيت والدته قبل أن تحقق حلمها برؤية ابنها.
في غضون ذلك، شُغل شباب العائلة في تنظيم عرس بطلهم الوطني، يشاركهم فيه كافة أهالي بلدته. بيد أن فرحتهم تعتريها غصة وخوف من الغموض الذي يحيط بمستقبل ابنهم، وذلك مخافة أن تتعرض له سلطات الاحتلال بعد عودته إلى جنين، على غرار ما يتعرض له رفاقه المحررون في المنطقة، باستدعائهم مرات عديدة، تصل الى حدّ احتجازهم إدارياً لعدة شهور دون توجيه تهمة إليهم.
ولا تختلف حال المبعدين بعضهم عن بعض، وخصوصاً أن المعركة مع إسرائيل لم تنته بعد، وأنهم بصدد مرحلة جديدة من النضال، ستبدأ فور عودتهم. وهذا ما دعا وزارة الأسرى والمحررين الى مطالبة الوسيط المصري بالضغط على إسرائيل كي تلتزم ببنود اتفاق الصفقة، وبأن تسمح للأسرى المحررين بمتابعة حياتهم بشكل طبيعي.
وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، إن «الجانب المصري يقوم بالاتصالات اللازمة والترتيبات مع الجانب الإسرائيلي لتأمين عودة الأسرى المحررين الذين اتفق على ألا يزيد إبعادهم على عام واحد فقط عند توقيع صفقة شاليط»، مشيراً إلى أنه لا يستبعد مماطلة إسرائيل في تنفيذ ذلك وتنصّلها من التزاماتها في الصفقة. وكانت وزارة شؤون الأسرى والمحررين قد نشرت أسماء المبعدين الذين وافقت إسرائيل على عودتهم إلى الضفة الغربية بعد عام من الإبعاد.