تعمل باريس على دعم هيئات مدنية سورية لإدارة «المناطق المحرّرة»، فيما يعمل المعارضون على توحيد قيادتهم كسباً للرضى الغربي لتزويدهم بأسلحة ثقيلة، في حين استمرت الاشتباكات في مناطق مختلفة، وتركّزت في حلب ومعرّة النعمان. وتنظّم فرنسا اليوم اجتماعاً لدعم «المجالس الثورية المدنية» السورية التي تتولى خصوصاًَ إدارة المناطق «المحررة» في شمال سوريا، بمشاركة ممثلي منظمات غير حكومية وموظفين كبار من عشرين بلداً. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فانسان فلورياني، إنّ ممثلين عن خمسة «مجالس مدنية» سورية سيشاركون في هذا الاجتماع، الذي تنظمه وزارة الخارجية الفرنسية في حضور وزير الخارجية لوران فابيوس، لكنّه لم يقدّم مزيداً من الإيضاحات عن المشاركين. وأضاف فلورياني أنّ «مساعدة المناطق المحررة تهمّ الكثير من المنظمات غير الحكومية والدول. يجب أن تعقد لقاءات لتطوير هذا النوع من آلية المساعدة. ويتعلق الأمر بتقاسم الخبرة، وربما بدء تنسيق بين جميع المبادرات التي يمكن اتخاذها».
في هذه الأثناء، قال مصدران بالمعارضة السورية إنّ المعارضين اتفقوا على تشكيل قيادة مشتركة للإشراف على معركتهم للاطاحة بالنظام، بعدما تعرضوا لضغط متزايد من مؤيديهم الأجانب للتوحد. ويهدف القرار الذي اتخذه عشرات المعارضين، ومنهم قادة الجيش السوري الحر، في اجتماع داخل سوريا يوم الأحد إلى تحسين التنسيق العسكري بين المقاتلين وخلق قيادة واحدة يأملون أن تكون القوى الخارجية مستعدة لتزويدها بأسلحة أقوى. وقال مصدر بالمعارضة «تمّ التوصل للاتفاق. يحتاجون فقط لتوقيعه الآن». وأضاف أنّ المؤيدين الأجانب «يقولون لنا: نظموا انفسكم واتحدوا. نريد فريقاً واضحاً وذا صدقية لنزوده بأسلحة نوعية».
ميدانياً، نفّذ الجيش السوري عمليات عسكرية في منطقة بستان الباشا في حلب، أدّت إلى قتل عدد من المسلّحين ومصادرة كبيات كبيرة من الأسلحة والذخائر. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» إن وحدة من القوات السورية المسلّحة «نفّذت عملية نوعية أسفرت عن مقتل عشرات الإرهابيين قرب المعهد الرياضي في بستان الباشا». كما تعرضت قرى وبلدات في ريف معرة النعمان لقصف بالطيران هو الأعنف منذ سيطر المقاتلون المعارضون على هذه المدينة الأسبوع الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكما أفاد المرصد عن تعرض «قرى وبلدات حيش، ومعرشمشة، ومعرشمارين، وتلمنس، والدير الغربي، وبسيدة في ريف معرة النعمان تعرضت للقصف من طائرات حربية سورية» تواجه «بنيران مضاد طيران للكتائب الثائرة». وأشار إلى أنّ الجيش النظامي «يحاول حشد قواته لاستعادة معرة النعمان لكنّه يواجه مشكلة في ايصال الإمدادات الغذائية لعناصره الموجودين في المنطقة».
كذلك استهدف المقاتلون المعارضون نقاطاً عسكرية في محيط معرة النعمان، منها هجوم «نفذه مقاتلون من جبهة النصرة ومن الكتائب الثائرة المقاتلة» على حاجز ورتل عسكري في محيط بلدة حيش، وعلى حاجز الزعلانة في محيط معسكر وادي الضيف «الذي تعرض أيضاً للقصف»، بحسب المرصد.
وفي حلب، تعرض حيّي الشعار والعامرية للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي كان أفاد عن اشتباكات في حيّي الحمدانية والميدان.
وفي ريف العاصمة، تجدد القصف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، والهامة «رافقته اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على المنطقة»، بحسب المرصد.
وفي مدينة حمص، تعرض حيّ الخالدية للقصف ودارت اشتباكات في محيطه، بحسب المرصد.
في سياق آخر، قال وزير المالية التركي محمد شيمشك إن بلاده أنفقت 400 مليون ليرة (220 مليون دولار) من الميزانية الحكومية على اللاجئين السوريين حتى الآن، فيما أعلن وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أنّ ألمانيا «على استعداد مبدئياً» لاستضافة سوريين لاجئين في تركيا، وإنما في إطار خطة دولية. كما لفت إلى أنّ «القسم الأكبر من اللاجئين يريدون البقاء في المنطقة (الحدودية مع تركيا) ليتمكنوا من العودة فوراً إلى بلادهم، عندما تسمح لهم الظروف بذلك مجدداً». وأضاف الوزير الألماني أن المانيا تشدّد لهذا السبب على المساعدة الانسانية في مكان تواجدهم.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)