رام الله ــ الأخبار كشف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أول من أمس، أنه ورئيس حكومة الاحتلال السابق، إيهود أولمرت، كانا على بعد شهرين من التوصل إلى اتفاق سلام، قبل أن يضطر الأخير الى الاستقالة. تصريحات من شأنها أن تنعكس على الحملة الانتخابية للدولة العبرية. وقال عباس، متحدثاً الى سياسيين إسرائيليين في الضفة الغربية، «عملت بجد مع أولمرت، ولسوء الحظ أنه استقال فجأة، ناقشنا الحدود وتبادل الأراضي وتداولنا الخرائط. كنا قريبين (أحدنا من الآخر) وتوصلنا إلى تفاهمات كثيرة».
ورداً على سؤال عن أي مدى كانا قريبين من التوصل إلى اتفاق في عام 2008 ، قال عباس «أنا متأكد من أنه إذا استمر... كنا سنتوصل الى اتفاق في غضون شهرين». وكان أولمرت وغيره من المسؤولين المشاركين في تلك المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة، قد تحدثوا عن إحراز تقدم على سبيل المثال في تصور لحدود جديدة تفصل بين إسرائيل ودولة فلسطينية جديدة. وكان عباس وأولمرت، الذي غادر منصبه على خلفية اتهامات فساد، سيجدان صعوبة في إقناع الأطراف الداخليّة بتأييد أي خطة للسلام قد يتوصلان إليها. وعلق عباس المحادثات بسبب العدوان الذي شنه أولمرت على قطاع غزة في أواخر عام 2008 وبداية 2009. وفي تساؤل حول الانتخابات الإسرائيلية، قال عباس إن الانتخابات «قضية إسرائيلية داخلية، ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة، عاصمتها القدس». الى ذلك، هددت الولايات المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأنّها ستوقف مساعداتها للأمم المتحدة إذا قررت الأخيرة قبول فلسطين دولة غير عضو. ونقلت صحيفة «القدس» المحلية عن دبلوماسيين قولهم إن «التهديد أفزع الأمين العام، الذي اجتمع مع الرئيس محمود عباس وأبلغه بفحوى التهديد الأميركي». وسبق للولايات المتحدة أن قطعت مساعداتها عن منظمة «اليونسكو» بعد قبول العضوية الكاملة لفلسطين فيها.
من جهته، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، التهديد الأميركي. وقال «الولايات المتحدة قالت في الماضي، وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عندما التقاه الرئيس أبو مازن في أيلول الماضي إن الولايات المتحدة هددت إن صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار عضوية فلسطين كدولة غير عضو فإنها ستمنع مخصصاتها عن الأمم المتحدة». وأضاف «تستطيع الولايات المتحدة ذلك وتستطيع قطع المساعدات عنا، لكنها لا تستطيع منع جلسة للتصويت على مشروع قرار يقدمه العالم لمنح فلسطين مكانة دولة غير عضو على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وهذا حاصل الشهر المقبل».



قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أمس، إن المنظمة تعيش أزمة مالية غير مسبوقة، بفعل الضغوط الخارجية والأزمة السياسية الداخلية والتغيرات العربية. لكنه أكد أن كل الفصائل التابعة للمنظمة والبالغ عددها 11، تلقت مخصصاتها المالية، رغم هذه الأزمة. وبدأت الأزمة المالية بعد إعلان الرئيس محمود عباس نيته الذهاب إلى الأمم المتحدة لطلب الحصول على دولة «غير عضو».