كثّف مقاتلو المعارضة، خلال اليومين الماضيين، هجماتهم ضد مواقع للقوات النظامية السورية التي لجأت إلى الغارات الجوية والقصف المدفعي، في محاولة لاستعادة نقاط عسكرية، ولا سيما في شمال البلاد. وتحدثت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أمس، عن أن «وحدات من القوات المسلحة دمرت أربعة مقار للمسلحين وسيارتين محملتين برشاشي دوشكا وعدداً من العربات المحملة بالأسلحة والذخيرة في عمليات نوعية عند دوار العجزة والمعهد الرياضي في منطقة بستان الباشا بمدينة حلب»، متحدثةً عن وقوع «عشرات القتلى في صفوف الإرهابيين». وأشارت إلى «ملاحقة القوات المسلحة المجموعات الإرهابية المسلحة، وتمكنت من تطهير عدد من البلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشق من الإرهابيين ودمرت مقار لهم».
كذلك أفادت «سانا» بأن «سيارة مفخخة يقودها إرهابي انفجرت فجراً على أوتوستراد المزة»، كما أفاد مصدر محلي لوكالة (يو بي آي) عن مقتل مدنيين اثنين، أحدهما لبناني يدعى عبد الأحمر، في بلدة ربلة السورية المحاذية للحدود مع لبنان، أمس، جراء سقوط قذيفة هاون أطلقها المسلحون المعارضون.
وتحدثت «سانا» عن مقتل 4 عاملات وجرح عدد آخر في هجوم نفذه مسلحون على حافلة بالقرب من مفرق العبريني على طريق زيدل _ الجابرية شرقي حمص، فيما ذكرت مواقع إلكترونية سورية أن الصحافي أيمن ونوس أصيب بجروح بالغة بعد انفجار عبوة ناسفة زرعت تحت سيارته. وجاء ذلك بعد يوم من مقتل ثمانية أشخاص، بينهم طفلة وامرأتان، فضلاً عن إصابة 13 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب دمشق. من جهتها، أفادت وكالة «فرانس برس» بأن مقاتلي المعارضة شنّوا هجوماً جديداً على معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب (شمال غرب)، في محاولة هي الثانية خلال يومين لاقتحام المعسكر الأكبر في المحافظة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الاشتباكات العنيفة أدت إلى مقتل مقاتل وإصابة 18 بجروح.
كذلك أشارت «فرانس برس» إلى قصف الطائرات السورية معر شورين القريبة من معرة النعمان، بينما تعرضت بلدة حيش للقصف. وسجلت اشتباكات عنيفة بالقرب منها، بحسب المرصد. ويأتي اشتداد المعارك بعد يوم من تمكن مقاتلي المعارضة من قطع الطريق على رتل عسكري متجه إلى معرة النعمان والاشتباك مع أفراده في محاذاة بلدة حيش، إضافة إلى رتل ثان متجه إلى «القاعدة 46»، وهي ثكنة عسكرية استراتيجية محاصرة إلى الغرب من حلب. وسيطر المقاتلون على كتيبتين للدفاع الجوي، إحداهما في بلدة ديرفول قرب مدينة الرستن في محافظة حمص (وسط)، والأخرى قرب بلدة العتيبة في ريف دمشق. لكن مواقع إخبارية عادت وأشارت إلى أن «الجيش السوري استعاد السيطرة عل مقر كتيبة العتيبية للدفاع الجوي بريف دمشق». كذلك أفيد عن إسقاط مقاتلي المعارضة، أول من أمس، طائرة قرب قرية كفرناها في ريف حلب. وفي دير الزور، قتل «قائد كتيبة خلال اشتباكات مع القوات النظامية».
من جهتها، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس قوات الحكومة السورية بأنها أسقطت قنابل عنقودية روسية الصنع، الأسبوع الماضي، على مقربة من بلدة معرة النعمان. وأشارت إلى أن من بين البلدات المستهدفة معرة النعمان، التمانعة، تفتناز وألتح. ووفقاً للمنظمة، استخدمت هذه القنابل أيضاً في محافظات حمص وحلب واللاذقية، إضافة إلى مناطق قريبة من دمشق.
في هذه الأثناء، كشف مصدر أردني رفيع، أول من أمس، أن الأجهزة الأمنية الأردنية شدّدت خلال الأيام الأخيرة قبضتها على المنافذ غير الشرعية التي تربط المملكة بسوريا، لمنع أنصار التيار السلفي من عبور الحدود والمشاركة في القتال الدائر في سوريا. من جهةٍ ثانية، أعلن الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن، انمار الحمود، أن «الحكومة الأردنية اختارت منطقة مريجب الفهود، لاستحداث مخيم آخر للاجئين السوريين».
(أ ف ب، سانا، يو بي آي، رويترز)