شنت طائرات الاحتلال الاسرائيلي غارات متفرقة على قطاع غزة على مدى الـ24 ساعة الماضية، فقتلت 4 فلسطينيين، بينهم الزعيم السلفي، هشام السعيدني، المعروف باسمه الحركي أبو الوليد المقدسي. واضافة الى ابو الوليد، استشهد مقاتل سلفي آخر يدعى فائق أبو جزر (42 عاماً)، في غارة اسرائيلية جوية أولى على مخيم جباليا شمال قطاع غزة مساء أول من أمس. وقالت مصادر طبية محلية إن السعيدني، وهو فلسطيني أردني، وأبو جزر، كانا على متن دراجة نارية. وأضاف المصدر نفسه إن السعيدني، وهو قائد جماعة «التوحيد والجهاد» السلفية، «وصل الى مستشفى الشفاء في غزة في حالة حرجة اثر اصابته مباشرة بشظايا صاروخ اسرائيلي». وأدت الغارة إلى جرح شخصين آخرين، أحدهما طفل في الثانية عشرة من العمر.
وزعم جيش الاحتلال في بيان له أن الغارة الأولى استهدفت «السعيدني الذي كان يخطط لهجوم يفترض ان ينفذ على طول الحدود مع سيناء (في مصر)، بالتعاون مع ناشطين متمركزين في قطاع غزة وفي سيناء». واضاف ان «السعيدني كان مسؤولاً عن سلسلة هجمات ارهابية واطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل».
وتولى المقدسي قيادة جماعة التوحيد والجهاد السلفية، بعد مقتل مؤسسها عبد اللطيف موسى في اشتباكات مع قوى الامن التابعة لحكومة «حماس» في 2009 في رفح جنوب قطاع غزة. وبحسب مصادر قريبة من السلفيين، يعدّ السعيدني من مؤسسي جماعة «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس»، التي تمثل اتحاد جماعات سلفية جهادية عدة.
وبعد ساعات قليلة، استُشهد فلسطيني وجُرح آخر في غارة جوية اسرائيلية ثانية قرب خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال مصدر طبي إن الفلسطيني «ياسر محمد العتال (23 عاماً) قُتل وأُصيب آخر بجروح خطره في غارة اسرائيلية استهدفت دراجة نارية» أيضاً.
ومساء أمس، قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخين دراجة نارية شرق دير البلح، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة 3 آخرين بجروح. وذكرت إذاعات محلية أن القتيل هو ياسر العتال من الجبهة الشعبية القيادة العامة. وأكدت مصادر أمنية مطلعة لـ«الأخبار» أن الشهيد ينتمي أيضاً الى التيار السلفي في قطاع غزة. «حماس»، بدورها، وعلى لسان المتحدث باسمها طاهر النونو، قالت «نحن ندين هذه الجرائم الصهيونية ونستنكرها، ونرى ان هناك محاولة من قبل قيادة العدو الصهيوني للهروب الى الامام وتنفيس بعض الاشكاليات الداخلية المتعلقة بالانتخابات».
واضاف النونو «ندعو كافة الجهات المعنية إلى التدخل لوقف الاحتلال الصهيوني عن جرائمه، ونحذر من تداعيات هذه الجرائم على مجمل الاوضاع في المنطقة». وأكد أن «التصعيد الاسرائيلي الأخير هو جزء من الدعاية الصهيونية الانتخابية في انتخاباتهم التي ستكون في شباط القادم».
كذلك أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إيهاب الغصين، أن «التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، يأتي انعكاساً للأزمة الداخلية في الكيان الصهيوني»، محذراً من أن هذا التصعيد «يؤكد أن هذا الاحتلال يبيّت النية لدفع القطاع نحو مواجهة جديدة قبيل الانتخابات الإسرائيلية».
على المستوى الاسرائيلي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في اجتماع الحكومة إن «تنظيمات الجهاد العالمي تكثف جهودها للاعتداء علينا، ونحن بدورنا سنواصل العمل ضدها بكل حزم وصرامة، إما من خلال القيام بردود فعل، او القيام بعمليات وقائية تهدف الى احباط مخططاتها».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)