الجزائر | دخلت قطاعات عدة في ولاية معسكر الواقعة غرب الجزائر في سباق مع الزمن لاحتواء تداعيات أحداث عنف شهدتها المدينة إثر وفاة غامضة لشاب كان معتقلاً لدى مركز الشرطة. واتخذت السلطات المحلية والمركزية اجراءات إضافية لمنع انتقال عدوى الاحتجاجات الى بلدات ومدن أخرى في المنطقة، تضامناً مع عائلة الفقيد أحمد سحنون (33 عاماً)، والمحتجين الموقوفين، وأيضاً لكون الاختناق الاجتماعي قد بلغ درجة تجعل الانفجار ممكناً في أية لحظة. وعلمت «الأخبار» أمس أن هدوءاً حذراً عاد الى المدينة، لكن مجموعات من الشباب لا تزال تلتقي في الاحياء الشعبية لضمان «استمرار روح الحركة» على حد تعبير أحدهم. وكانت هذه الأحداث قد اندلعت الثلاثاء الماضي واستمرت متقطعة حتى الخميس، على أثر اعلان وفاة سحنون في مصلحة الاستعجالات في مستشفى المدينة. وقد نقل على عجل الى مصلحة الانعاش من قبل الشرطة، التي كانت تحتجزه بعد تدهور صحي حاد أدى الى فقدانه الوعي.
وانتشر خبر نقله كالنار في الهشيم، إذ أقبل مئات من الشباب الى المستشفى تضامناً مع الشاب وعائلته، لكنه فارق الحياة بعد نحو نصف ساعة من المحاولات الفاشلة لانقاذه.
وبإعلان الوفاة احتل الشبان المستشفى وحولوه الى ساحة انطلاق عمليات ضد شرطة مكافحة الشغب التي هبت بسرعة لطرد الغاضبين.
وتوسعت المواجهات لتأخذ طابعاً شاملاً في كامل المدينة التي يقطنها نحو 200 الف نسمة. وتواصلت عمليات الكر والفر بين قوات الشرطة والمتظاهرين الغاضبين الذين تسلحوا بالعصي والخناجر والسيوف، بينما أطلقت الشرطة مئات القنابل المسيلة للدموع ورصاصاً لتخويف المحتجين وتفريقهم.
واضطرت السلطات إلى استدعاء تعزيزات من الولايات المجاورة. وفي سياق مساعي نزع فتيل الأزمة جال والي الولاية مع لفيف من مساعديه ومسؤولين في الهيئات المدنية والأمنية الى بيت الضحية للتعزية، ووعد أمام الملأ بمعاقبة من تسببوا في المأساة.
ورفضت عائلة القتيل تشريح الجثة، مطالبة بتحقيق محايد في ملابسات الجريمة. وحمّلت عناصر الشرطة الذين اعتقلوه مسؤولية وفاته، كما رفضت العائلة نتائج التقرير الطبي الأولي الذي أفاد بأن سبب الوفاة ليس ضرباً أو إكراهاً من أي نوع، لكنه نتيجة استهلاك الشاب مادة سامة قبل اعتقاله. تشخيص استهزأت به العائلة والاصدقاء، وعدّوا التقرير تضليلاً مبيناً.
وتخشى السلطات ان تتجدد أحداث الشغب في أي لحظة، لذلك نشرت رجال الشرطة في المدينة بأعداد كبيرة، بعض منهم بالزي المدني، لمواجهة أي طارئ.