في زيارة ذات دلالات مهمة، التقى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمير قطر حمد آل ثاني في الدوحة، لم يكشف عن تفاصيلها، باستثناء تطرقها إلى الشأن السوري، في حين وصل الموفد الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي إلى السعودية ضمن جولة على المنطقة. وقد نفت الرياض إرسال أسلحة مصنّعة في أوكرانيا إلى «الجيش الحر»، بالتزامن مع عمليتيْ اغتيال لنجل عضو في مجلس الشعب السوري وشقيق عضو آخر. واغتيل نجل العضو البارز في مجلس الشعب السوري، محمد خير ماشي، في ريف حلب. وقتل مسلّحو «الجيش الحر» دياب الماشي بالقرب من منزله في قرية الماشي في منطقة أبو قلقل، بعدما فشلوا في وقت سابق هذا العام في اغتياله. وجاء اغتيال الماشي بالتزامن مع اغتيال عبد المنعم العبود، شقيق عضو مجلس الشعب خالد العبود، في بلدته النعيمة بمحافظة درعا جنوباً.
وفي اتصال مع «الأخبار»، أكد النائب محمد خير الماشي أن «هذه الجريمة لن تغيّر في موقفنا الوطني الإصلاحي الداعي إلى الحوار ووقف التدخل الخارجي في شؤون بلدنا، ونبذ العنف والإرهاب». ويذكر أن محمد خير الماشي هو نجل الشيخ دياب الماشي، أقدم برلماني في العالم، والذي انتخب لأكثر من نصف قرن منذ نهاية الخمسينيات حتى وفاته في عام 2009، وهو شيخ عشيرة البوبنة المنتشرة في ريف حلب والرقة.
من جهة أخرى، شهدت منطقة «السبع بحرات» اشتباكات بين مجموعة من مسلحي «الجيش الحر»، حاولت التسلل من سوق العواميد باتجاه دوار السبع بحرات، وقوات الجيش السوري. وأضاف مصدر عسكري أن نيران الجيش السوري استهدفت خمس سيارات للمسلحين في دوار قاضي عسكر وأوقعت عشرة قتلى في صفوفهم. كذلك حاولت مجموعة مسلحة أخرى التقدم باتجاه حواجز القصر البلدي من محور بستان القصر ــ سوق الهال، إلا أنّ الجيش السوري أجبرها على التراجع بعد إيقاع عدة إصابات في صفوفها.
وذكرت مصادر التنسيقيات أن مسلحي «لواء التوحيد» اشتبكوا مع الجيش السوري بالقرب من تل الزرازير، وتمكنوا من تدمير دبابة وقتل طاقمها المؤلف من أربعة عناصر، وتدمير سيارة «بيك أب».
وفي حيّ القطانة، حسب مصادر التنسيقيات، قتل «لؤي محمد سيد درويش» البالغ من العمر 36 سنة جراء سقوط قذيفة في الحيّ، فيما قتل «ميناس سازيان» في العقد الخامس من العمر متأثراً بإصابته بطلقة قناص أثناء محاولته تفقد محله الكائن في حيّ العرقوب بحلب. كذلك أصيب أحد الآباء إثر سقوط قذيفة هاون على كنيسة الروم الكاثوليك في ساحة فرحات بمنطقة الجديدة بالمدينة القديمة، فيما لم تؤدّ قذيفة أخرى أصابت كنيسة الروم الأرثوذكس الواقعة في المنطقة نفسها إلى وقوع إصابات، واقتصرت الأضرار على الماديات.
من جهة أخرى، استمر القصف المدفعي على حيّ صلاح الدين، واستهدف هذه المرة محيط شارع المدرسة الشرعية، من دون أن يوقع إصابات في صفوف «الجيش الحر»، الذي عاد إلى الانتشار في تلك المنطقة.
وأعلن مصدر في محافظة حلب أنّه تمّ إطلاق سراح ستة وثلاثين شخصاً كانوا موقوفين على خلفية الأحداث ممن لم تتورط أيديهم في دماء السوريين، فيما استكملت غرفة صناعة حلب نقل مكاتبها من منطقة السبع بحرات، التي تشهد هجمات متواصلة لمسلحي «الجيش الحر»، إلى حيّ الشهباء غرب المدينة.
وقال رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي «إن غرفة الصناعة ستتابع عملها في مقرها الجديد في حي الشهباء بكامل طاقم موظفيها في هذه الظروف الصعبة».
في موازاة ذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس» أنّ المعارضين المسلحين سيطروا على مقطع يمتدّ حوالى خمسة كيلومترات على الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وحلب، قرب معرة النعمان التي يسيطرون عليها. ووقعت معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشة، طوال ليل الأربعاء الخميس، في قطاع الطريق السريع الذي استولى عليه المعارضون في محيط شرق معرة النعمان. وقال العقيد المنشق أكرم صالح إنّ «الجيش حاول استعادة السيطرة، لكنّ العسكريين تمكنوا من صدّه». سياسياً، قام وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بزيارة الدوحة، حيث التقى أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني وناقش معه أهم التطورات الإقليمية التي يتصدرها الوضع في سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية. ولم ترد أيّ تفاصيل إضافية بشأن مضمون المباحثات بين الطرفين.
من ناحية أخرى، نفى السفير السعودي لدى كييف، جديع بن زبن الهذال، المعلومات بشأن إرسال المملكة أسلحة مصنّعة في أوكرانيا إلى «الجيش السوري الحر» في سوريا. وشدّد السفير السعودي «على أن هناك جهة ما قد حاكت تلك الادّعاءات وروّجت لها، تحقيقاً لأهداف مغرضة».
من جهته، عبّر وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي، عن القلق الشديد تجاه الوضع في سوريا. ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن تيرسي قوله، أمام لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع في مجلسي النواب والشيوخ، إنه «سيكون لدينا الكثير مما يجب القيام به في الأشهر المقبلة، لمواجهة آثار الأزمة السورية»، في «محاولة دعم استقرار حشود اللاجئين وعدم جعلهم عرضة للاتجار الخطير بالبشر، والذي بدأت بوادره تلوح في الأفق». وأشار إلى أنّ «الأزمة المستمرة في سوريا هي جلّ ما يقلقنا في الوقت الراهن»، مشدداً على «الدعم التام لمبادرة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي».
في موازاة ذلك، وصل الوسيط الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى مدينة جدة السعودية «محطته الأولى في جولته الثانية على المنطقة»، كما أعلنت الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أنّه سيجري في المملكة «لقاءات موسعة تتناول الأزمة في سوريا».
في سياق آخر، حذّر المنسق الإقليمي للاجئين في الأمم المتحدة، بانوس مومتزيس، من أنّ الموارد المتوافرة لمساعدة الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين تنضب بسرعة. وقال مومتزيس إنّ هناك «نقصاً كبيراً في الأموال»، مشيراً إلى أنّه يسعى للحصول على دعم «مالي» ومساعدة لإيواء اللاجئين مع اقتراب فصل الشتاء، فضلاً عن مساعدات من أجل تأمين مياه نظيفة.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة النظام العام اليونانية التخطيط لإيواء 20 ألف لاجئ سوري على جزيرتين يونانيتين. وقالت الوزارة، في بيان، إن الحكومة «تسعى إلى استضافة 20 ألف لاجئ سوري سيجري إيواؤهم في منشآت خاصة على جزيرتي كريت ورودس». وصرّح الناطق باسم وزارة الخارجية اليونانية، غيرغوريس ديلافيكوراس، بأنّ اليونان «ترى أولوية تقديم الدعم للدول المجاورة لسوريا، وخصوصاً الأردن والعراق ولبنان».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، سانا)