يعود الموفد الأممي العربي، الأخضر الإبراهيمي، إلى سوريا هذا الأسبوع «أملاً باقناع الحكومة السورية بوقف فوري لإطلاق النار»، فيما رأى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه يجب فرض عقوبات جديدة لإرضاخ النظام. كما وافق، والمعارض ميشال كيلو، على المبادرة التركية الأخيرة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي سيزور دمشق قريباً في محاولة لإقناع الحكومة السورية بوقف فوري لإطلاق النار.
وذكر بان، في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بأنّ الإبراهيمي يهدف إلى وقف إراقة الدماء والتفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق يسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا. وقال بان «أولاً وقبل كلّ شيء يجب أن يتوقف العنف في أسرع وقت ممكن». وذكر دبلوماسيون أن الإبراهيمي سيزور أولاً السعودية وتركيا ومصر لاجراء مشاورات قبل أن يتوجه إلى دمشق. ورداً على سؤال بشأن ردّ فعل الرئيس السوري على دعوات وقف إطلاق النار، قال بان إنه أوصل «رسالة قوية» من أجل هدنة من جانب واحد.
من جهته، أشار هولاند إلى زيادة حدّة التوتر بين سوريا وتركيا. وقال «اذا تمّ تجنب التصعيد فذلك لأن تركيا أبدت ضبطاً للنفس، لكن إلى متى؟». وأضاف «علينا فرض عقوبات جديدة لإرضاخ النظام» السوري. وبين الأفكار التي قدمتها الاسرة الدولية «الاقتراح» التركي لفترة انتقالية في سوريا يتولاها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
من ناحيتها، أكدت واشنطن أنّه «من السابق لأوانه» الاعتراف بحكومة مؤقتة تشكّلها المعارضة السورية قبل أن «تنظّم صفوفها»، كما أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أوروبا، فيليب غوردن، في مقابلة صحافية. وقال المسؤول الأميركي إن الرئيس الفرنسي «فرنسوا هولاند طرح الاعتراف بحكومة مؤقتة. لدينا تحفظات على هذا الاقتراح». وتابع «لا نعتقد أنّ المعارضة مستعدة لتشكيل حكومة مؤقتة. يوماً ما سيتحتم الاعتراف بحكومة أو كيان مؤقت، لكن الآن الأمر سابق لأوانه».
في هذه الأثناء، أعلن المعارض السوري، ميشال كيلو، تأييده للطرح التركي القائل بتسليم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع المرحلة الانتقالية في سوريا، موضحاً أن ذلك يعني قبول المعارضة بالشرع بديلاً للأسد لمفاوضة المعارضة على المرحلة الانتقالية وليس لتوليها.
وفي حديث لموقع «النشرة» الالكتروني، أوضح كيلو أن الروس كانوا قد طلبوا من الرئيس السوري بشار الأسد تكليف شخصية لمفاوضة المعارضة فاختار الشرع «وبالتالي لا اشكالية لدينا إذا تمّ التوافق عليه لتسليم السلطة».
وحول ما يشاع عن تورط «حزب الله» بالأحداث الحاصلة في سوريا، لفت كيلو الى أن الأخبار الواردة من القصير تؤكد وجود عناصر من الحزب هناك يقاتلون الى جانب النظام. وقال: «هي المرة الأخيرة التي نتمنى فيها على حزب الله ألا يرتكب الخطيئة المميتة لأن الثمن سيكون أفظع بكثير مما يتصوره». وأشار كيلو الى ان «لا يمكن لأحد منع أو ضبط السوريين بعد سقوط الاسد من محاربة حزب الله ومحوه عن الكرة الارضية في حال استمر بدعم النظام القاتل وبقمع الثورة»، داعيا ايّاه للعودة رأس حربة في حركة الشعوب المطالبة بالعدالة والحرية والديموقراطية.
في سياق آخر، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» أنّ العراق يرسل بهدوء شحنات حيوية من الوقود إلى سوريا، في اطار صفقة أثارت قلق واشنطن. وقالت الصحيفة إن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وافقت في شهر حزيران الماضي على تزويد سوريا بـ720 ألف طن من الوقود شهرياً بموجب اتفاق سنوي قابل للتجديد، وفقاً لوثائق تجارية اطلعت عليها.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)