رأى رئيس الهيئة القيادية في حزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، أنّ تركيا تخشى «تكرار تجربة» إقليم كردستان العراق في سوريا. وقال المسؤول العسكري الكبير، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، إنّ «التطورات في المنطقة، وبالأخصّ التطورات في سوريا وبروز قضية كردية فيها، تثير قلق الحكومة التركية». وأضاف، محاطاً بمجموعة من الحراس في منطقة جبال قنديل في شمال العراق، أنّ الحكومة التركية «تخشى تكرار تجربة إقليم كردستان العراق في سوريا». ورأى، في موازاة ذلك، أنّ «الحكومة التركية تريد أن تسيطر سياسياً واقتصادياً على إقليم كردستان العراق، وأن تبقيه ضمن سياساتها الخارجية»، حيث إنّ «سياستها الاستراتيجية مبنية على منع أيّ موطئ قدم محتمل للأكراد في تغيّرات المنطقة». وقال قره يلان، رداً على سؤال بشأن موقف حزبه مما يجري في سوريا، إنّ «سياسة الأكراد واحدة في هذا البلد»، الذي يشترك مع العراق بحدود تمتد بطول حوالى 600 كلم. وتابع «نحن لسنا مع السلطة والنظام، ولسنا مع المعارضة، ولكننا نناضل وندافع عن حقوقنا».
ودعت الحكومة العراقية البرلمان، الأسبوع الماضي، إلى «إلغاء أو عدم تمديد» أيّ اتفاقية تسمح بوجود قواعد أجنبية على الأراضي العراقية، في خطوة أكد مسؤول حكومي أنها تستهدف القواعد التركية في شمال البلاد.
ورأى المسؤول العسكري أنّ قرار الحكومة العراقية «جيد، لكنّنا نطالب الحكومة العراقية باتخاذ خطوات عملية من أجل هذا الغرض»، داعياً الحكومة التركية إلى «المباشرة بسحب قواتها» من العراق. وتركيا، التي تشنّ هجمات متواصلة ضد مواقع لحزب العمال في شمال العراق، تملك قاعدة عسكرية كبيرة في بامرني في محافظة دهوك بإقليم كردستان منذ عام 1997. وتشرف تركيا أيضاً على ثلاث قواعد أخرى صغيرة في غيريلوك، وكانيماسي، وسيرسي على الحدود العراقية التركية. وهذه القواعد ثابتة وينتشر فيها جنود أتراك على مدار السنة.
وقال قره يلان، رداً على سؤال حول إمكان تحوّل هذه القواعد إلى أهداف، «لا نريد مهاجمة القوات التركية الموجودة في الإقليم، لأننا نراعي الأوضاع السياسية والأمنية هنا، ولكي لا نعطي (تركيا) ذريعة لإدخال قوات أخرى إلى الإقليم».
(أ ف ب)