في الوقت الذي تتراكم فيه المؤشرات والتسريبات بشأن أرجحية خيار إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل مطلع العام المقبل، هاجم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شريكه الاستراتيجي في التلويح بالحرب على إيران، إيهود باراك، متهماً إياه بتذكية الأزمة مع الولايات المتحدة بهدف تقديم نفسه كمنقذ بين الطرفين، وهو ما اعتبر مؤشراً على حسم نتنياهو خياره باتجاه إجراء الانتخابات المبكرة، رغم أن هذا الموقف قد يخدم أيضاً باراك نفسه الذي حرص في الفترة الأخيرة على تقديم صورة متمايزة عن شركائه اليمينيين في الائتلاف الحكومي.
موقف نتنياهو الانتقادي لباراك أتى بعد تقارير عديدة عن محاولة الأخير، خلال الأسابيع الماضية، تمييز مواقفه عن نتنياهو، سواء في ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، أو المسار الفلسطيني، بل حتى في الأداء العلني تجاه التهديد النووي الإيراني، رغم محاولة باراك نفي ذلك.
وكشفت القناة الثانية الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر كان حاضراً في لقاء نتنياهو مع وزير المال يوفال شطاينتس الذي حذر من باراك بخصوص الموازنة، عن أن ردّ رئيس الحكومة تجاوزها إلى الشأن السياسي بالقول إن باراك سافر الى الولايات المتحدة لتذكية الأزمة مع الادارة الأميركية وتقديم صورة عن نفسه كمنقذ معتدل يصلح بين الطرفين.
وبحسب القناة نفسها أيضاً، أكد نتنياهو أنه حتى بدء الدورة الشتوية في 15 الشهر الجاري، سيتخذ قراره النهائي بشأن إجراء الانتخابات، أي خلال أقل من أسبوعين. كذلك أكدت صحيفة «معاريف» أن نتنياهو لن يعلن رسمياً تقديم موعد الانتخابات حتى شهر شباط المقبل، لكن حسب كل المؤشرات والتلميحات التي صدرت عن مكتبه، أول من أمس، فإن نتنياهو حسم خياره وبات الآن في ذورة الحملة الانتخابية.
إلى ذلك، لفتت صحيفة «معاريف» إلى أن رئيس الحكومة وحزبه معنيان بأن يحمّلا الشركاء في الحكومة، خاصة حزب الاستقلال الذي يرأسه باراك، وحزب شاس الذي يرأسه إيلي يشاي، المسؤولية عن إجراء انتخابات مبكرة.
من هنا يأتي ربط نتنياهو والمسؤولين في حزب الليكود بأنه في حال لم يتم الاتفاق على الموازنة فسيتجه نحو إجراء انتخابات مبكرة، بهدف القول إن إجراءها ليس مطلباً له الأولوية في هذه المرحلة.
في موازاة ذلك، ذكرت القناة العاشرة أن باراك طلب من نتنياهو أن يضمن له حقيبة الدفاع إلى ما بعد الانتخابات المقبلة، وهو ما استدعى نفياً من مقربين من باراك الذين وصفوا هذا الكلام بالكذب، وكجزء من سياسة تكريس صورة متمايزة عن باقي أطراف الحكومة. ردّ صدر عن مكتب باراك شدد على أن مواقف وزير الدفاع كانت «تختلف في الغرف المغلقة في الحكومة، بين الحين والآخر، عن مواقف معظم أعضاء الحكومة».