تواصلت الاشتباكات في مناطق متفرّقة في سوريا، بالتزامن مع إعلان أحد قادة «لواء التوحيد» شن هجوم حاسم على حلب، التي «ستكون إما لنا أو نهزم». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن «اشتباكات عنيفة وقعت بالقرب من مطار النيرب» العسكري في محافظة حلب، مشيراً إلى «أنباء عن خسائر بشرية» في صفوف المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.
وشنّ آلاف المقاتلين السوريين المعارضين «هجوماً حاسماً» للسيطرة على مدينة حلب، كما أعلن أحد قادتهم لوكالة «فرانس برس». وقال أبو فرات، أحد قادة لواء التوحيد «هذا المساء، إما أن تكون حلب لنا أو نهزم». وشاهدت مراسلة الوكالة معارضين يتجمّعون بالعشرات في مدارس في حيّ الإذاعة، ويطلقون قذائف الهاون ويشجّعون بعضهم بعضاً عبر أجهزة اللاسلكي. وكان مقاتلون قد هاجموا، صباح أمس، «حواجز ونقاط تجمّع للقوات النظامية في ريفيْ حلب الغربي والجنوبي»، بحسب المرصد الذي أشار إلى «انفجار سيارة مفخخة عند حاجز إيكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي». وأوردت وكالة «فرانس برس» في حلب، نقلاً عن مصدر عسكري في الجيش السوري خبر الانفجار، مشيرةً إلى أنّه نجم عن رفض سائق باص الامتثال لأوامر الجنود النظاميين على إحدى نقاط التفتيش. وقال المصدر «عندما رأينا الباص قادماً وخالياً من الركاب، أثار الأمر ارتيابنا، فطلبنا من السائق التوقف، لكنه رفض. عندها أطلقنا النار، ما تسبب بانفجار الباص». وأشار المصدر إلى أنّ مسلحين هاجموا بعد ذلك الحاجز العسكري، ووقعت اشتباكات استمرت ساعات.
وتعرضت أحياء سليمان الحلبي، والصاخور، والميسر، ومساكن هنانو وطريق الباب في شرق المدينة لقصف عنيف من القوات النظامية، أدى إلى سقوط جرحى وتهدّم عدد من المنازل، بحسب المرصد.
وأشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى أنّ القصف المدفعي شمل أيضاً حيّ المرجة في وسط المدينة. وأفاد المرصد عن تعرّض مدينة خان شيخون في محافظة إدلب للقصف، ما أدّى إلى سقوط خمسة قتلى، كما قتل عنصران من القوات النظامية بعد استهداف آليتهم قرب مدينة جسر الشغور.
في درعا، اقتحمت القوات النظامية بلدة المزيريب «بعدما أسر مقاتلون من عناصر قسم الشرطة في البلدة» بحسب المرصد، الذي أشار إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء القصف.
في محافظة اللاذقية، وقعت اشتباكات عنيفة في قرى جبل التركمان التي تتعرض للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أشار إلى معلومات «عن بدء القوات النظامية عملية عسكرية في ريف اللاذقية الشمالي. وشملت العمليات العسكرية دمشق وريفها.
في مدينة بانياس الساحلية، أفرج أمس عن النساء اللواتي اعتقلن مع عدد آخر من الأشخاص في حملة دهم للقوات النظامية.
في موازاة ذلك، فجّر مجهولون أنبوباً للنفط في محافظة الحسكة، بحسب ما أفاد المرصد. وقال «انفجر أنبوب لنقل النفط في منطقة أم مدفع جنوب الحسكة، أدّى إلى حدوث حريق كبير نتيجة تسرّب النفط الخام، وما زالت أعمدة الدخان تتصاعد حتى الآن». وترافق الهجوم مع «اختطاف مدير محطة تل البيضا» لضخ النفط، بحسب المرصد الذي أوضح أنّ موقع استهداف الأنبوب «يقع ضمن المحطة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)