حلب في خطر، هكذا بات يراها المسلحون بعد التقدّم الذي أحرزه الجيش السوري في ريفها الجنوبي واقترابه من أوتوستراد حلب ــ دمشق الدولي. «الداعية» السعودي عبدالله ‏المحيسني («قاضي جيش الفتح») أطلق نداء استغاثة بدوره، وطالب الفصائل بالتوجه سريعاً باتجاه ريف حلب لإيقاف التدهور الحاصل. ولا يختلف الأمر عن ريف اللاذقية الشمالي الذي بات الجيش يتبع في معركته تكتيكاً يقوم على فصل المناطق وقطع طرق إمداد المسلحين لإسقاطها نارياً وبدء التقدم البري نحوها.
ويتابع الجيش عملياته العسكرية في ريف حلب الجنوبي مقترباً من إطباق الحصار على بلدة الحاضر الاستراتيجية بعد سيطرته على 4 قرى جديدة جنوب البلدة القريبة من أوتوستراد حلب ــ دمشق.
وتمكّن من السيطرة على بلدات تل ممو وعزيزية سمعان وزراوي وتليلات، جنوب الحاضر. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ سيطرة الجيش على تلك البلدات يجعل من بلدة الحاضر محاصرة من الجهتين الشرقية والجنوبية، مشيراً إلى أن التقدم مهم جداً، وخاصة من خلال السيطرة على بلدتي العزيزية وتليلات القريبتين من بلدة العيس التي تتموضع فيها تلة استراتيجية يمكن من خلالها السيطرة نارياً على بلدة الحاضر، ورصد الطريق الدولي.
إلى ذلك، تصدى الجيش لسلسلة هجمات شنّتها فصائل المعارضة على مثلث السابقية، الذي يربط قرى القراصية وأم السرو والسابقية بعضها ببعض، في ريف حلب الجنوبي، بهدف عرقلة تقدم الجيش باتجاه الحاضر؟
وفي ريف حلب الشرقي، ما زالت عمليات الجيش مستمرة في محيط بلدة الشيخ أحمد للسيطرة عليها والتقدم باتجاه فك الحصار عن مطار كويرس العسكري.
وأعلنت «تنسيقيات» المعارضة مقتل أشهر مقاتل مغربي في صفوف تنظيم «داعش»، ويدعى محمد حمدوش، الملقّب بـ«كوكيتو قاطع الرؤوس»، خلال الاشتباكات مع الجيش في محيط الشيخ أحمد. ويبلغ حمدوش 29 عاماً، وكان متزوجاً من «جهادية» إسبانية من أصول مغربية سافرت هي أيضاً إلى سوريا وانضمت إلى تنظيم «داعش». وظهر في تسجيل مصوّر قبل عام يحمل فيه رؤوساً مقطوعة بين يديه، متوعّداً بمهاجمة المغرب.
أما في ريف اللاذقية، فقد بات الجيش السوري يتبع تكتيكاً عسكرياً جديداً يهدف إلى إسقاط مواقع المسلحين نارياً ومن ثم التقدم البري نحوها بعد قطع طرق إمداد المسلحين، وهذا ما حصل في بلدة غمام التي بدأ الجيش عملياته نحوها بتمهيد ناري مكثف وبتغطية جوية من سلاح الطيران السوري الروسي المشترك، سبقتها السيطرة على جبل بكداش الذي مكّن القوات من التقدم البري باتجاه غمام وتأمين التغطية النارية لهم ومن السيطرة عليها. وتظهر الجولة التي قامت بها «الأخبار» داخل البلدة حجم الدمار الكبير فيها، نتيجة قوة المعارك التي شهدتها، حيث عمّد المسلحون إلى إقامة عدد كبير من الحفر الفردية التي كانوا يتمركزون فيها لتجنّب الإصابة بشظايا القذائف، إضافة إلى تفخيخ المقار والطرق لعرقلة تقدم الجيش.
وأكد مصدر ميداني لـ«الأخبار» أنّ معركة غمام كانت في غاية التعقيد لتضاريسها الصعبة ومتانة تحصينات المسلحين فيها، مشيراً إلى أن الضربات الجوية والمدفعية كان لها دور كبير في كسر دفاعات المسلحين وتسهيل تقدم القوات البرية التي واجهت المسلحين من مسافة قريبة.
وتحدث المصدر الميداني عن أهمية المرحلة القادمة في معارك جبال ريف اللاذقية الشمالي التي تهدف إلى قطع طرق إمداد المسلحين بين بلدتي سلمى وربيعة، حيث يخوض الجيش معارك عنيفة في محيط الدغمشية ودير حنا بهدف السيطرة عليهما والتقدم باتجاه جبل القصب.
وفي ريف حماة، لم يطرأ أي تغييرات جديدة على المعركة في الريف الشمالي، حيث يجري الحديث عن استعدادات لعملية عسكرية لاستعادة مدينة مورك التي سقطت قبل أيام، في وقت ما زال فيه المسلحون يشنّون هجماتهم المتواصلة على نقاط الجيش في محيط بلدة معان، شمال شرق حماة، دون أي تقدم. وشنّ سلاح الجو السوري سلسلة غارات في بلدة قلعة المضيق والكركات القريبة من بلدة السقيلبية التي يتهددها المسلحون عبر استهدافها بالصواريخ، والإعداد للهجوم عليها.
وقال مصدر ميداني في بلدة السقيلبية لـ«الأخبار» إنّ «محيط البلدة آمن ومحصن بشكل قوي ولا خوف من هجمات المسلحين الذين تُرصد تحركاتهم على مدار الساعة»، مشيراً إلى أنّ جميع النقاط المحيطة بالبلدة معززة بالعناصر، وفي جاهزية تامة.