في إطار الضغوط العربية والدولية على النظام السوري، دعت قطر إلى إقامة منطقة حظر جوي خلال أسابيع، فيما دعا الرئيس المصري محمد مرسي إلى رحيل الرئيس السوري، معارضاًَ التدخّل العسكري الأجنبي، بالتزامن مع وقوع تفجيرات في دمشق. ودعت قطر القوى العالمية إلى اعداد «خطة بديلة» بشأن سوريا في غضون أسابيع، وفرض منطقة حظر جوي لتوفير ملاذ آمن داخل البلاد إذا فشل المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في إحراز تقدم في الأزمة. وقال رئيس الوزراء، حمد بن جاسم آل ثاني، إنه يعتقد أن دولاً عربية وأوروبية ستكون مستعدة للمشاركة رغم إحجامها المعلن عن الالتزام بإرسال القوات اللازمة لمثل هذه المهمة. ولفت إلى أنّه يأمل أن تزيد واشنطن التركيز على سوريا بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى بعد ستة أسابيع. وأضاف، في مقابلة مع قناة «سي.إن.إن»: «أعتقد أنه يجب أن تكون لدينا خلال أسابيع خطة بديلة. ينبغي قبل كل شيء إقامة مناطق آمنة للناس. وهذا يتطلب منطقة حظر جوي». وأشار إلى أنّ لديه «بضع أفكار» وليس خطة كاملة لانهاء الصراع، لكنه يتمنى انفراجاً يتيح وضع حدّ للعنف «في المستقبل القريب».
ونفى حمد أن تكون بلاده تسلّح المعارضين السوريين، وقال إنها تقدم مساعدات إنسانية ومساعدات في النقل والامداد، ولفت إلى أنّ حدوث مواجهة بين السنّة والشيعة سيكون كارثة، إذ «ستحرق النار الجميع. يجب أن نتجنب هذا بكل السبل».
من ناحيته، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أنّ بلاده تعارض تدخل أيّ قوة أجنبية في سوريا، ولو أنّها تؤيد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وقال مرسي، في مقابلة مع قناة «بي بي اس» الأميركية، إنّ الجهود الدبلوماسية الرباعية لمصر وإيران والسعودية وتركيا قد تساهم في وقف الحرب الأهلية المستمرة في سوريا. وأضاف «أعارض أيّ تدخل أجنبي بالقوة في أحداث سوريا». كما اعتبر أنّ على الدول العربية «دعم الشعب السوري في مسيرته إلى الحرية». وتابع «ليس لدى الرئيس الأسد خيار إلا الرحيل. لا مكان للاصلاحات السياسية، فالتغيير هو ما يسعى اليه الشعب وينبغي احترام ارادته».
في المقابل، أشار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى أن «الحكومة السورية لا تستخدم لفظ انتقال السلطة، وإنما تهتمّ بإقامة حوار وطني شامل لجميع السوريين برعاية القيادة السورية، ومدعوم من الشعب السوري». ولفت، في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إلى أنّ «الحكومة السورية تفتح الطريق أمام الحوار مع المعارضة».
وأكد المقداد أن «دول الخليج وتركيا ترسل جميع إرهابيي العالم إلى سوريا بما في ذلك تنظيم القاعدة»، مطالباً «وضع هذه الدول على قوائم الدول الداعمة للإرهاب في العالم». وأوضح أن «السلطات السورية غير مسؤولة عن قصف المدن السورية، وإنما الجماعات الإرهابية هي المسؤولة عن ذلك». ولفت في هذا السياق الى أنه «عندما كانت فرق مراقبي الأمم المتحدة تمارس مهمتها في سوريا، تمكنت هذه الجماعات الإرهابية من اختراق كل من مدينتي دمشق وحلب».
في سياق آخر، وجّه المجلس الوطني السوري «رسالة الى العلويين»، دعاهم فيها إلى عدم «القلق من انتصار الثورة والتغيير»، مؤكداً أنّهم لن يتعرضوا لأعمال ثأر أو انتقام في حال سقوط النظام. وجاء في هذه الرسالة «نطمئن أهلنا العلويين وجميع السوريين من كل الاتجاهات والتيارات والاطياف ومن جميع المكونات القومية والدينية والطائفية أنّ المسؤولية القانونية ستطال المرتكبين أنفسهم فقط». واضافت الرسالة «ليس لأحد أن يقلق من انتصار الثورة والتغيير إلا من تلطخت أيديهم بدم الشعب، وتورطوا بالفساد وسرقة المال العام».
ميدانياً، استمرت العمليات العسكرية في مناطق عدة في سوريا، بينها مدينة حلب حيث أعلنت القوات النظامية استعادتها السيطرة على حيّ العرقوب الكبير في شرق المدينة. وقال مصدر عسكري إنّ «العمليات انتهت في منطقة العرقوب، وإنّ عناصر القوات المسلحة يقومون بتفتيش الأبنية». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» نقلاً عن مصدر عسكري تأكيده «الانتهاء من تطهير منطقة العرقوب في حلب من الارهابيين واعلانها منطقة آمنة، والاستمرار بتطهير منطقة سليمان الحلبي (المجاورة) من الارهابيين». فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان إنّ المعارك مستمرة في المنطقة، و«لا يمكن الحديث عن سيطرة، ما دامت المعارك مستمرة».
من جهة ثانية، وقعت سلسلة انفجارات في دمشق استهدفت «هيئة مدارس أبناء الشهداء قرب دوار البيطرة في مدينة دمشق»، بحسب المرصد. وذكرت وكالة «سانا» أنّ «عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة ارهابية مسلحة في المبنى» سبّبتا إصابة سبعة أشخاص بجروح.
وفي محافظة القنيطرة، قتل مقاتلان معارضان وما لا يقل عن خمسة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذه المقاتلون على حواجز للقوات النظامية في قريتي الحميدية والحرية في الجولان السوري، بحسب المرصد. في محافظة حمص، أفاد المرصد عن تعرّض مدينة الرستن لقصف عنيف من القوات النظامية، وعن سقوط أربعة قتلى جراء القصف على مدينة القصير.
إلى ذلك، نجا القيادي في «الجيش السوري الحر» قاسم سعد الدين من محاولة اغتيال قام بها مسلحون تابعون للقوات النظامية في محافظة حماه، بحسب ما أفاد فهد المصري، مسؤول الإعلام في «الجيش الحر» في الداخل. وقال المصري: «تعرّض موكب العقيد قاسم سعد الدين لكمين من الشبيحة في السلمية في محافظة حماه».
وأشار المصري إلى وقوع «معركة كبيرة اثر المحاولة، ما تسبب في مقتل عدد من الشبيحة». وأوضح أن الحادث حصل لدى عودة سعد الدين من حلب، بعد اجتماع له مع رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)