واشنطن | أفاد مسؤولون أميركيون بأن الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي في ليبيا، والذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز، و3 موظفين آخرين، شكل صفعة قوية لجهود وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في جمع المعلومات الاستخبارية في وقت تتصاعد فيه درجة انعدام الاستقرار في ذلك البلد. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الهجوم كان خسارة استخبارية كارثية. وجاء تعليق المسؤولين الأميركيين فيما يواصل فريق التحقيق الأميركي برئاسة توماس بوينستلي، محادثاته مع المسؤولين الأمنيين الليبيين، بينهم وزير الداخلية فوزي عبد العال، حيث تتناول المحادثات المعلومات المتوفرة لدى الجانبين حتى الآن عن مقتل ستيفنز وزملائه الثلاثة وتنسيق المواقف حيال هذه القضية بين فريق التحقيق الليبي وفريق التحقيق الأميركي بما يمكّن من سرعة الوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.
وكان فريق التحقيق الأميركي، الذي شكله مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، قد تم إرساله إلى بنغازي في اليوم التالي للهجوم على القنصلية الأميركية، ولكن تم عرقلة عمله بسبب المناخ غير الآمن وعدم الاستقرار في بنغازي.
وما يزيد من تعقيد ظروف التحقيق هو سفر وتوزع العديد من الأميركيين الذين تم إجلاؤهم من بنغازي بعد الهجوم في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما دفع بمسؤول أميركي إلى القول إن من غير الواضح ما إذا كان هناك الكثير من الأدلة الشرعية التي يمكن استخراجها من موقع الهجوم.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ومسؤولون كبار في الجيش وأجهزة الاستخبارات الأميركية، قد أبلغوا الكونغرس الأسبوع الماضي عن حصيلة المعلومات التي توفرت للحكومة الأميركية حول الهجوم في بنغازي في 11 أيلول الجاري.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن شخص اطلع على ما قدمه المسؤولون قوله «إن الجلسة لم تقدم استنتاجاً أكيداً بشأن أي جماعة أو جماعات تعد مسؤولة عن الهجوم، وأن المسؤولين قدّموا تحليلاً طبياًًَ شرعياً كاملاً. وأضاف «إن التقصي لم يجب عن كل الأسئلة في تسلسل الأحداث المربك للهجوم الذي استمر لساعات، حيث إنه لا يزال من غير الواضح توقيت موت ستيفنز بالإضافة إلى ضبابية بعض التفاصيل فلم يتم تحديد سبب لموت الأميركيين الأربعة».
واعترف مسؤولون أميركيون بالانتكاسة الاستخبارية، لكنهم أصرّوا على ان المعلومات تُجمع من خلال مُخبرين منتشرين على الأرض، والأنظمة التي ترصد الاتصالات الإلكترونية مثل المحادثات الخلوية والصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية. وقالوا إن الولايات المتحدة لا تعيش حالة من العمى في ما يتعلق ببنغازي وشرق
ليبيا.
غير أن مسؤولا أميركياً رفيع المستوى، قال إن مدير مجلس الاستخبارات القومي جيمس كلابر، قد أبلغ الكونغرس بأنه لا يعتبر الهجوم في بنغازي دلالة على عملية خُطّط لها منذ فترة طويلة. وأن هناك إمكانية أن يكون هناك عناصر متطرفة متعددة مشتركة أو مرتبطة بالهجوم، لكن تلك التقارير التي تدّعي ضلوع أشخاص بعينهم قد تكون غير دقيقة.
وذكرت «نيويورك تايمز» أن «الروايات التي لا تزال غير مكتملة ومتضاربة عموماً حول ما يتعلق بالهجوم، لكنها لا تزال تترك أسئلة كثيرة بلا إجابة من بينها هوية المهاجمين وإلى أى مدى كانوا مجهزين لضرب هدف أميركي».
في هذا الوقت (أ ف ب)، يواصل الجيش الليبي عمليات السيطرة على مواقع الميليشيات في العاصمة طرابلس، حيث قام عشرات من عناصر «القوة الوطنية المتحركة» بالسيطرة على مجمع ريغاتا السكني الفاخر في طرابلس، بعد التفاوض مع قادة الميليشيا التي كانت تحتله والتي قررت في نهاية المطاف المغادرة من دون ابداء اي مقاومة، حسبما أفاد صحافي من وكالة «فرانس برس».