صنعاء | مع اقتراب موعد انعقاد لقاء «جنيف 2» المقرر في منتصف الشهر الجاري، تزداد التساؤلات بشأن جدية إعداد الأمم المتحدة لهذا اللقاء ومدى التنسيق مع كل الأطراف حول صيغته، ولا سيما أن تفاصيل عدة بشأنه لا تزال مبهمة. وبالتوازي، تصاعدت الشكوى من أداء المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ قبيل اللقاء، الذي من المفترض أن يضع العملية السياسية في اليمن على السكة، وخصوصاً انتقادات ديموغاجية ولد الشيخ الذي «يتحدث لكل وسيلة اعلامية بحسب توجهها، ويعطيها ما تريد ان توصله لمشاهديها»، بحسب مراقبين يمنيين.
وفيما يغدق ولد الشيخ الآمال والوعود باقتراب الحلّ وانتهاء العدوان والحصار وإجماع الأطراف اليمنية على انعقاد «جنيف 2»، أفاد مصدر سياسي مطلع «الأخبار» بأن المبعوث الدولي لا يزال يتحدث للإعلام بناءً على تصوره لـ «جنيف»، الذي يتسق مع الرغبات السعودية، فيما هو يخجل من مجرد الإشارة إلى ما يجري بينه وبين الأطراف اليمنية في مسقط من تفاهمات ونقاشات.
في هذا الوقت، تباحث ولد الشيخ مع مساعد وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان في تطورات الملف اليمني الأخيرة. وأكد عبد اللهيان ضرورة توفير الأرضيات للحوار بين المجموعات والمكونات اليمنية، مشيراً إلى أن حلّ أزمة اليمن رهنٌ بالحل السياسي والحوار بين جميع الأطراف اليمنية، والمشاركة البناءة من جانب الأطراف الاقليمية. من جهته، أشار ولد الشيخ إلى أحدث الجهود المبذولة لإجراء المحادثات السياسية بين الأطراف اليمنية في جنيف، داعياً جميع الأطراف الخارجية والداخلية المؤثرة في اليمن للانضمام الى مبادرة الامم المتحدة لاجراء محادثات مباشرة بين الاطراف اليمنية، بحسب وكالة «فارس» الايرانية.
بدورها، أكدت موسكو دعمها للجهود التي يبذلها ولد الشيخ من أجل عقد جولة جديدة من المشاورات حول الأزمة اليمنية. وشددت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها على القيام «بكل ما هو ممكن لإنهاء العنف في الجمهورية اليمنية والتوصل إلى السلام في البلاد عبر إجراء حوار يشمل جميع قوى الشعب اليمني».
أما في صنعاء، فلا يزال وفد «أنصار الله» ووفد «المؤتمر الشعبي العام» اللذان عادا من مسقط أخيراً، يجريان نقاشات ومشاورات مع قيادتيهما. وفي هذا السياق، يقول المصدر إن الوفدين «لم يحملا معهما شيئاً مفيداً من مسقط»، لافتاً إلى أنهما كانا قد أرسلا بعض المقترحات للمبعوث الدولي بخصوص لقاء جنيف، ولم يأتِ الرد بعد. وبحسب المصدر، فإن المشاورات في صنعاء تتركز حول الصيغة التي يفترض أن ينعقد وفقها «جنيف 2» وتفاصيله.
وكان ولد الشيخ قد حمّل في تصريحات صحافية «أنصار الله» مسؤولية فشل «جنيف1». وأكد المصدر المطّلع أن المشكلة قد تتكرر اليوم مع «جنيف 2»، مضيفاً أنه «لم يجرِ الاتفاق على تفاصيل المؤتمر المزمع لا من حيث المكان ولا الصيغة ولا الأطراف ولا المبادئ، بل لم تعلن الأمم المتحدة الموعد بصورة رسمية حتى الآن». ويرى المصدر في حديثه لـ «الأخبار» أن حديث ولد الشيخ المفرط في تبسيط المسألة، قد يكرر مشكلة «جنيف1» نفسها، ولا سيما أن الموعد الذي يتحدث عنه بارتياح يقترب بسرعة من دون أن ينجز شيئاً جوهرياً بشأن التوافق على تفاصيل الإعداد له.
وكانت عودة الوفدين من مسقط نهاية الاسبوع الماضي قد أثارت تحليلات بأنها مؤشر إلى الفشل في التوصل إلى صيغة تؤدي إلى انعقاد «جنيف 2» في موعده، ولا سيما أن عودة الوفدين جاءت عقب رسالة شديدة اللهجة وجهتها حركة «أنصار الله» للمبعوث الدولي قبل أسبوعين، هددت فيها بإيقاف التعاون معه، وفيما لم يصدر أي توضيح رسمي من جانب وفد «أنصار الله»، أو وفد «المؤتمر الشعبي العام» بشأن هذه التساؤلات، أكد المصدر أن الاتصال مع ولد الشيخ لا يزال جارياً، وأن الوفدين قد يعودان إلى مسقط نهاية الاسبوع الجاري، من دون أن يحدد المصدر ما إذا كان ثمة سقف للمشاركة في «جنيف 2» قد جرى التوصل اليه خلال فترة التشاور في صنعاء.