إسطنبول | في موازاة المعلومات الصحافية الأميركية التي تحدثت عن تدريب وتسليح عناصر «الجيش السوري الحر» في مخيّمات خاصة في مدينة أنطاكيا، وبعد أسبوعين من زيارة رئيس جهاز المخابرات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس لأنقرة، حيث التقى نظيره التركي هاكان فيدان، جاء رئيس الأركان الأميركي مارتين ديمبسي إلى أنقرة ليضع النقاط على حروف التعاون التركي ــ الأميركي عملياً في ما يتعلق بسوريا والمنطقة عموماً.
وقالت مصادر عسكرية إنّ ديمبسي التقى نظيره التركي، الفريق أول نجدت أوزال، واتفق معه بشأن ضرورات التنسيق والتعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة في ما يتعلق بالوضع السوري، وفي جميع المجالات. وكانت وسائل الإعلام وأحزاب المعارضة السياسية التركية قد تحدثت عن تقديم كافة أنواع الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي لـ«الجيش السوري الحر» عبر مخيّماته على الحدود التركية ــ السورية.
في موازاة ذلك، لم يخفِ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عدم ارتياحه من تراجع الحماسة الأميركية في موضوع سوريا، وقال إنّه «بسبب الانتخابات الرئاسية هناك». واستبعد أردوغان، في حديثه للإعلاميين الأتراك المرافقين له في زيارته للبوسنة، نجاح أي مبادرة إقليمية أو دولية في سوريا، وقال إنّ مساعيه لمعالجة الأزمة السورية عبر الحوار مع روسيا وإيران قد فشلت بسبب الموقف الروسي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد بشكل مطلق.
في غضون ذلك، شهدت مدينة أنطاكيا توتراً خطيراً عندما تصدّت قوات الأمن لآلاف المتظاهرين استنكاراً لسياسات الحكومة في الشأن السوري.
وحاول الأمن تفريق التظاهرة عندما هتف المتظاهرون تأييداً للرئيس الأسد، وهو ما زاد من التوتر في المدينة التي تشهد أساساً توتراً جدياً بسبب تصرفات عناصر «الجيش السوري الحر» الموجودين فيها.
ويستفز هؤلاء ويهددون المواطنين، ومعظمهم من العلويين العرب. وكانت السلطات الرسمية قد منعت نوّاباً عن حزب الشعب الجمهوري المعارض من دخول المخيمات الخاصة بالجيش الحر، ما أدى إلى حصول توتر سياسي دفع الحكومة إلى التراجع عن موقفها والسماح للبرلمانيين بدخول المخيّم بعد ترتيب أموره الداخلية، حسبما قال البرلمانيون المذكورون.
إلى ذلك، استغرب «الشعب الجمهوري» الزيارات المتكرّرة للممثلة الأميركية أنجلينا جولي لمخيّمات اللاجئين السوريين، واتهمها بأنها تعمل لحساب الاستخبارات
الأميركية.