واشنطن | كشف المسؤول السابق لمحطة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» في إسطنبول، فيليب جيرالدي، عن وجود العشرات من ضباط الاستخبارات الغربية الذين يعملون على تنسيق عمليات الجيش السوري الحر إلى جانب عمليات جمع معلومات استخبارية داخل سوريا. وقال جيرالدي، في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية، إن ما لا يقل عن خمسين من كبار ضباط الاستخبارات من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول الغربية موجودون على الحدود التركية السورية. وأشار إلى أن عدداً وافراً من الجواسيس والمخبرين يعملون تحت إدارة هؤلاء الاستخباريين الكبار، الذين قال إن من بينهم نحو عشرين من ضباط الـ «سي آي إيه» يعملون على ملف الصراع المسلح في سوريا. ورجح وجود عملاء شبه عسكريين، متمركزين في القنصلية الأميركية في أضنة، أو قاعدة إنجرليك الجوية، لافتاً إلى أنه يمكن أن يعملوا على الأرض أيضاً. وقال جيرالدي إن ضباط الاستخبارات الغربيين لم يعبروا بعد إلى داخل الأراضي السورية، وهم يوجهون عمليات استخبارية مباشرة من داخل تركيا، بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الوطنية التركية «إم آي تي».
ورجح جيرالدي أن لا يكون لدى الـ «سي أي ايه» أكثر من عشرة ضباط في تركيا يتحدثون العربية بطلاقة، فيما لا يتجاوز عدد المتحدثين بالتركية عن خمسة ضباط. وأعرب عن اعتقاده بضرورة اعتماد الوكالة في عملها الاستخباري في سوريا على وكالة الاستخبارات الوطنية التركية، التي تتعامل مباشرة مع عناصر المعارضة السورية المسلحة.
وأشار جيرالدي إلى أن وكالتي الاستخبارات الأميركية والتركية تعملان عن كثب بشأن القضية السورية، مضيفاً إن الولايات المتحدة زوّدت أنقرة بصور، بينها صور التُقطت عبر الأقمار الصناعية، ومعلومات تقنية حساسة لا تتشاركها عادةً مع أحد. وقال إن ضباط الاستخبارات التركية يرافقون دائماً ضباط الـ «سي آي إيه» في تعاملهم مع مسؤولين من الجيش السوري الحر. ولفت إلى أن «هذه ليست القاعدة، لكنها الطريقة التي تجري بها الأمور».
وأوضح جيرالدي أن عملاء استخبارات الدول الغربية ينطلقون في العمل من قاعدة إنجرليك التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن السعودية وقطر تتعاونان من وزارة الخارجية التركية.
وأوضح أن الاستخبارات الوطنية التركية تنسق جميع الأنشطة المتعلقة بجمع المعلومات الاستخبارية حول سوريا، وتعمل بالتنسيق مع وكالات الاستخبارات الأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية، حيث يجري تقاسم كافة المعلومات الاستخبارية. وأشار إلى أن وكالات الاستخبارات لا تقوم بمبادرات من تلقاء نفسها، بل يتحتّم عليها أن تتخذ من الاستخبارات الوطنية التركية مرجعية لها، التي هي بالفعل تعمل من موقع الريادة. ولفت إلى أنه «لو لم تكن تركيا في المشهد، فإن العمليات (الاستخبارية) كانت ستهيمن عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية». وقال «الجميع يُعدّون هواة قياساً بالاستخبارات الوطنية التركية»، في ما يتعلق بالأزمة السورية وقضايا المنطقة.