تابع الموفد الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي محادثاته في دمشق، حيث التقى وفداً من معارضة الداخل، في حين هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الفلسطيني المقال اسماعيل هنية النظام السوري، في وقت كشفت فيه صحيفة «التايمز» عن «أكبر» شحنة أسلحة توجّهت من ليبيا إلى سوريا. وأجرى الأخضر الإبراهيمي محادثات مع أعضاء في المعارضة الداخلية، قبل لقاء اليوم مع الرئيس بشار الأسد. وقال المنسق العام لهيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي، حسن عبد العظيم، بعد اللقاء، «نؤيد تكليف الابراهيمي لحلّ الأزمة المركبة والمعقدة في سوريا، ونحاول أن نتعاون معه لحلّها لأنّ العنف بلغ مداه والشعب السوري يعاني من القتل والجراح والتدمير والتهجير».
وتحدث عبد العظيم عن «تطوير» في خطة الموفد السابق كوفي انان للحل في سوريا. وقال إن اللقاء مع الابراهيمي «هام ومفيد ومثمر»، مضيفاً «هناك تطوير لخطة انان. خطة الابراهيمي لن تكون تكراراً لخطة انان، وستكون هناك افكار وخطوات جديدة». واكد أن «الازمة في سوريا لن تحل الا بتوافق عربي واقليمي ودولي (...) طالبنا الاخضر الابراهيمي باشراك كل الدول والاطراف في حل الازمة». وعن الزيارة المرتقبة للهيئة إلى الصين بين 16 و20 أيلول الجاري، قال عبد العظيم ان الهدف من الزيارة «مطالبة الحكومة الصينية بالضغط على النظام لوقف العنف وسحب الآليات واطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي وتوفير الاغاثة للمدنيين». واضاف «النظام يملك القوة الاساسية. وعندما يوقف العنف يمكن التعاون مع الاطراف الاخرى المسلحة لوقف العنف»، معتبراً ان «العنف المتواصل من النظام والحل الامني العسكري ولدا العنف المضاد ودخلت مجموعات اخرى متشددة» على الخط. وشدد على وجوب «وقف العنف سواء من قبل النظام او من قبل الاطراف الاخرى».
من ناحية أخرى، دعا رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، ممثلين عن عدد من الفصائل السورية المعارضة، خلال زيارة لبغداد، الى الاستفادة من «تجربة العراق في التغيير». وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي للمالكي أن رئيس الوزراء استقبل «وفداً يضمّ ممثلين عن عدد من فصائل المعارضة السورية برئاسة رئيس مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني السوري في أميركا وكندا محمود دحام المسلط».
في موازاة ذلك، صرّح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمام «مؤتمر يالطا للاستراتيجية الاوروبية»، بأنّ النظام السوري يقترب من «نهايته الحتمية». وأضاف «علينا أن نقول لا لهذه المأساة وألا نسمح لألسنة اللهب بالانتقال الى المنطقة بأكملها». وأكد رئيس الوزراء التركي أنّ «الوضع في سوريا ليس ناجماً عن قوى خارجية بلّ عن ردّ فعل الشعب السوري الذي تراكم منذ سنوات».
من جهتها، ذكرت صحيفة «التايمز» أنّ شحنة من الأسلحة، من بينها صواريخ أرض ــ جوّ، هي الأضخم من نوعها، وصلت إلى تركيا آتية من ليبيا لتوزيعها على جماعات المعارضة السورية. ونسبت الصحيفة إلى عضو في «الجيش السوري الحر» عرّف نفسه باسم أبو محمد قوله إن شحنة الأسلحة «يبلغ وزنها أكثر من 400 طن، وتشمل صواريخ (سام 7) وقاذفات صاروخية من طراز (آر بي جي)».
وذكرت «التايمز» أن السفينة الليبية، التي نقلت الشحنة المسماة «انتصار»، ترسو في ميناء الاسكندرون وحصل قبطانها على أوراق مختومة من قبل سلطة الميناء التركي، وهو ليبي من مدينة بنغازي يُدعى عمر مصعب ويرأس «المجلس الليبي للإغاثة والدعم». وقالت إن أكثر من 80% من شحنة السفينة من الأسلحة تمّ نقلها إلى سوريا، مشيرةً إلى أن الخلافات بين جماعة الاخوان المسلمين و«الجيش السوري الحر» حول ملكية الأسلحة أخّر وصولها.
بدوره، حَمَل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، على النظام السوري، على خلفية مقتل فلسطينيين في مخيم اليرموك وريف دمشق، معتبراً أنه لا يمكن السكوت على ذلك. وقال هنية، خلال خطبة الجمعة في المسجد العمري بغزة، «لا يمكن السكوت على إهانة الدم الفلسطيني بهذه الطريقة»، مترحماً على الشهداء الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الأيام الماضية.
من جهته، قال المبعوث الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية روبرت وود إن ما تقوم به سوريا من «أفعال تزعزع الاستقرار لا يبرر رفضها للوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي المبرمة للحيلولة دون انتشار الأسلحة النووية». وذكر وود، في الجلسة المغلقة لمجلس المحافظين، «إنّ النظام السوري يستخدم قمعه الوحشي للشعب مبرراً لعدم تعاونه مع التحقيق الذي تجريه الوكالة».
وأكد السفير السوري لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بسام الصباغ، موقف بلاده بأن موقع دير الزور ليس مفاعلاً نووياً، وقال إنه تمّ التوصل إلى اتفاق مع كبار مسؤولي الوكالة في تشرين الأول الماضي حول خطة عمل بشأن كيفية توضيح الأمر.
من ناحيته، دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو كوتيرريس البلدان الأوروبية، وكلّ دول العالم، إلى فتح حدودها لاستقبال اللاجئين السوريين، فيما أعلنت روسيا أنها سلمت 80 طناً من المعونات الإنسانية إلى سوريا وتعمل على إرسال دفعة ثانية. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي»، عن بيان للخارجية أن روسيا قدمت اشتراكات محددة بقيمة 2 مليون فرنك سويسري (2.1 مليون دولار) إلى خزينة المكتب الدولي للصليب الأحمر.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأنّ الطيران قصف مركزين للشرطة كان المعارضون قد استولوا عليهما، أول من أمس، في حيّ الميدان وسط حلب. وأشار المرصد إلى «انتشار لقوات النظام في الميدان»، موضحاً أنها تستعد لطرد المعارضين المسلحين منه.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنّ «وحدة من قواتنا المسلحة قامت بتطهير مناطق بناء حريتاني، والمعهد الرياضي، ومشفى التوليد في حيّ الميدان من الإرهابيين، وقضت على العشرات منهم، وبينهم قناص ليبي، وصادرت أسلحتهم».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)