تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مدينة حلب، بعد معارك ليلية على طريق مطار حلب الدولي. كذلك تجددت الاشتباكات في بعض أحياء دمشق، في حين قتل 18 جندياً نظامياً في هجوم بواسطة سيارة مفخخة في مدينة سراقب بمحافظة إدلب. في هذا الوقت، تعرّضت أحياء الفردوس، وقاضي عسكر، ومساكن هنانو، والصاخور في حلب للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي دمشق، قتلت فتاة من حيّ القابون وأصيبت شقيقتها ونجل شقيقتها بجروح، وذلك إثر إطلاق الرصاص عليهم من حاجز للقوات النظامية على مداخل الحيّ. وتعرّض حيّ الحجر الاسود لقصف من القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحوامة، إضافة الى قصف على أحياء القدم، والتضامن، ومخيم فلسطين في جنوب العاصمة كذلك. واستمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق، حيث تعرضت مدن وبلدات للقصف، ترافقت مع عمليات دهم وإطلاق نار. وسبّبت هذه العمليات مقتل ثلاثة مواطنين. وقتل صبي صغير وطفلة وأصيب عشرات المدنيين في قصف على قرية اللطامنة في حماة. وسبّب قصف الجيش النظامي اندلاع حرائق في بضعة مبان وفي المخبز الرئيسي في قسطون في المحافظة نفسها. وفي بلدة حلفايا في ريف حماة، عثر على 13 جثة، اثنتان منها لطفلين، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة الثلاثاء الى عشرين. ووصفت «الهيئة العامة للثورة السورية» و«لجان التنسيق المحلية» ما حصل في حلفايا بـ«المجزرة»، وذكر الناشطون في بيانات متلاحقة أنّه حصل «إعدام ميداني» في حق هؤلاء.
وفي حلب، دارت معارك عنيفة بين مقاتلين معارضين وجنود نظاميين قرب مطار حلب الدولي، بحسب المرصد. وجاء ذلك بعد ليل من القصف العنيف الذي استهدف عدداً من أحياء المدينة، فيما قتل أربعة سوريين أرمن كانوا عائدين من يريفان برصاص رجال مسلحين على طريق المطار، كما أكد ذووهم لوكالة «فرانس برس». وأصيب 13 شخصاً على الأقل من المجموعة نفسها بجروح.
في موازاة ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأنّه «تصدّت وحدة من قواتنا المسلحة لمجموعات إرهابية كانت تحاول الدخول من عندان، وحريتان، وقبتان الجبل، ودارة عزة إلى مدينة حلب عن طريق كفرحمرا والليرمون». وأشارت إلى أنّ «الاشتباك مع الإرهابيين أدى إلى مقتل عدد كبير منهم وإصابة آخرين، كما قتل أربعة إرهابيين خلال محاولتهم الدخول إلى منطقتي سيف الدولة وصلاح الدين». كذلك تمّ إلقاء القبض على خمسة إرهابيين كانوا يحاولون الدخول إلى حلب، عند جسر البرقوم جنوب المدينة، بحسب «سانا».
وفي شرق البلاد، تعرّضت أحياء في مدينة دير الزور للقصف. وتعرضت مدينة البوكمال لغارات جوية أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، بحسب المرصد.
من ناحية أخرى، قتل 18 جندياً نظامياً في هجوم شنّه مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدف تجمعاً عسكرياً في مدينة سراقب بمحافظة إدلب، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد، في بيان، «قتل ما لا يقلّ عن 18 من القوات النظامية وأصيب العشرات بجراح، بعضهم بحالة خطرة، وذلك إثر الهجوم بسيارة مفخخة على تجمع عسكري قرب معمل لويس الواقع شمال غرب مدينة سراقب، عند جسر افس، تبعه هجوم من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة على التجمع العسكري الذي كان يضمّ ما بين 70 الى 100 عسكري نظامي». وأكد المرصد أنّ الحاجز «دمّر بشكل كامل»، وأضاف، نقلاً عن نشطاء في المنطقة، أنّ «نحو 20 عسكرياً تمكنوا من الفرار، ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في المنطقة، ويحاصر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة مركزين للقوات النظامية في معمل الزيت والإذاعة قرب سراقب».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)