واصل الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي محادثاته في القاهرة بشأن الأزمة في سوريا. واجتمع في مقر الجامعة العربية بالقاهرة مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي، ورئيس وزراء قطر حمد بن جاسم. وعقب الاجتماع الثلاثي، اجتمع الابراهيمي مع سفراء عرب لبحث حلّ الأزمة في سوريا. وصرّح دبلوماسي عربي بأن الأخضر الإبراهيمي سيتوجه إلى دمشق اليوم في أول زيارة له منذ تولى مهمته. وأوردت قناة «العربية» الفضائية النبأ نفسه، وأضافت أنّ الإبراهيمي سيجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد يوم الجمعة. وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية، قيس العزاوي، عقب اجتماع الابراهيمي والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة، إن الإبراهيمي يعتزم مقابلة «المسؤوليين السوريين والاطراف المعارضة الأخرى لكي يبدأ بخطوات تنفيذ مهمته». وأكد أن «بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته، وهذا ما رفضه العراق رفضاً قاطعاً، لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد، وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي».
في موازاة ذلك، أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أنّه «سيقيّم» الاقتراح الذي قدمته إيران بضمّ بلاده إلى مجموعة اتصال حول سوريا، وهي مبادرة مصرية تضمّ أيضاً السعودية وتركيا. وقال تشافيز، خلال مؤتمر صحافي، «سوف نقيّم الاقتراح وما إذا كان بإمكاننا أن نساعد بطريقة ما على التوصل الى سلام في سوريا حيث الشعب حالياً ضحية سياسة استعمارية عنيفة، شريطة أن نتوصل إلى ذلك».
واقترحت طهران، أول من أمس، دعوة حكومتي فنزويلا والعراق للانضمام الى «مجموعة الاتصال». وبعدما وجّّه «تحيّة الى الرئيس بشار الأسد والى الشعب السوري الشقيق»، أضاف تشافيز أنّه قبل كل شيء يجب أن «نستعلم».
من ناحية أخرى، علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على امتناع مجلس الأمن الدولي عن إدانة الهجمات الأخيرة في كل من سوريا والعراق، بالقول إن الأعمال «الإرهابية» يمكن أن تكون مقبولة من قبل الدول الغربية إذا كان الحديث يدور حول السياسة النفعية. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله، في الاجتماع الوزاري لمنظمة التفاعل وبناء تدابير الثقة في دول آسيا، الذي يعقد في أستانة، إن «رفض مجلس الأمن إدانة الهجمات الإرهابية أمر مؤسف». وأضاف إن مجلس الأمن كان حتى الآن يردّ على كل «العمليات الإرهابية» دون استثناء بإعلان إدانته الشديدة، وكان يشدد دائماً على موقفه الثابت الرافض للإرهاب بغض النظر عن الأسباب التي تقف وراءه، و«قد تخلى شركاؤنا الغربيون عن موقفهم هذا للمرة الأولى بعد العملية الإرهابية في دمشق التي استهدفت مبنى الأمن القومي السوري وراح ضحيتها العديد من كبار المسؤولين الأمنيين». وقال إن الموقف الغربي من هذا الهجوم أثار استغرابه الشديد، موضحاًَ أنّ «محاولات تبرير هذا الموقف تلخّصت في أن هذه العملية لم تكن إرهابية بكل معنى الكلمة، لأنها استهدفت قادة القوات المسلحة التي تحارب المتمردين». وأشار لافروف إلى أن روسيا اقترحت إدانة الهجمات الأخيرة في حلب في 9 أيلول والتفجيرات الدموية التي حصلت في العراق في اليوم ذاته، لكنّ الشركاء الغربيين امتنعوا عن الردّ على هذا المقترح. وقال «يتلخص مغزى هذا الموقف الآن في أنّه حينما يدور الحديث عن الجدوى السياسية، يعتبر الغرب الأعمال الإرهابية أمراً مقبولاً»، مضيفاً «سيسرّني جداً لو رفض شركاؤنا مزاعمي هذه، ولكن حتى الآن لا يبقى لي سوى التمسك برأيي».
بدوره، استبعد وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند من جديد تدخلاً عسكرياً غربياً في سوريا في ظل عدم وجود موافقة من روسيا والصين. وقال الوزير، في مؤتمر صحافي في الدوحة التي يزورها حالياً، «ما دام هناك قوتان عظميان تعارضان بفاعلية أي تدخل في سوريا، فإن الدول الغربية لا تستطيع طرح هذا الأمر».
ورأى الوزير البريطاني أن النزاع في سوريا «يجب أن يحل برحيل الأسد»، واصفاً النظام السوري بـ«الوحشي». وقال إن «مفتاح تشديد الضغط على نظام الاسد هو إقناع الروس بأن من مصلحتهم على المدى البعيد دعم عملية انتقالية منسقة وهادئة بقدر الإمكان».
في سياق آخر، قال مسؤولون أتراك إن قرابة 500 لاجئ سوري عبروا الحدود إلى تركيا، مساء أمس، في حين تقطّعت السبل بالآلاف على الجانب السوري. لكن بعض من عبروا الحدود بشكل غير قانوني لم يتمكنوا من تسجيل أنفسهم في مخيم «ريحانلي». وقال أحد اللاجئين إنه ظلّ عند الحدود لمدة يومين دون طعام أو ماء. وشكا من أنهم لم يتلقوا أي عون من أي جهة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)