أثار فيلم «براءة المسلمين»، الذي يسخر من نبي الإسلام، موجة إدانات واسعة إسلامية وعالمية، بعدما أشعل أعمال عنف في ليبيا وتظاهرات في عدد من الدول الإسلامية. وتظاهر عشرات الفلسطينيين، أمس، أمام مبنى مقر الأمم المتحدة في مدينة غزة احتجاجاً على الفيلم، وعمدوا الى حرق العلم الأميركي وصور للقس الأميركي تيري جونز، الذي دعم الفيلم وسبق له أن أثار ضجة لقيامه بحرق نسخ من القرآن في نيسان الماضي.

واعتبر خالد الازبط، المتحدث باسم حركة المقاومة الشعبية التي دعت الى التظاهرة، أن «هذا الفيلم المسيء هو دليل واضح على أن هناك سياسة صهيونية غربية واضحة بالإساءة للإسلام بكل الطرق».
من جهته، رأى فوزي برهوم المتحدث باسم حركة «حماس»، أن نشر الفيلم «عمل مشين وعنصري ومتطرف وإهانة لكل المسلمين في العالم واستفزاز لمشاعرهم ونتيجة لثقافة الكراهية للمسلمين التي جسدتها ورسختها السياسات الصهيونية الأميركية».
كذلك، تظاهر عشرات التونسيين المحسوبين على التيار السلفي المتشدد، أمس، أمام مقر السفارة الأميركية في ضاحية البحيرة شمال تونس العاصمة، رافعين الرايات السوداء التي كُتب عليها «لا إله إلا الله». وأطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي مدينة الدار البيضاء المغربية، تظاهر ما بين 300 و400 شخص أمام مقر القنصلية الأميركية في ظل انتشار كثيف للشرطة. وهتف الشباب المشاركون في التظاهرة «الموت لأوباما» من دون وقوع أي حادث يذكر.
من جهتها، دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى وقفات احتجاجية سلمية غداً في جميع المحافظات. كذلك دعا اتحاد شباب ماسبيرو وائتلاف أقباط مصر الى التجمع احتجاجاً على الفيلم، مدينين كل شكل من أشكال الإساءة لأي دين كان، وكذلك أي محاولة لبث الفتنة بين مختلف الطوائف.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، الفيلم بأنه «في منتهى التدني الأخلاقي، وجموع الشعب المصري، بمسلميه ومسيحييه، يعبرون عن غضبهم ورفضهم لهذه الإساءة». ولفت إلى أن الحكومة ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بهذا الشأن، مناشداً «شعب مصر العظيم أن يلتزم في التعبير عن الغضب بضبط النفس».
بدوره، كلف الرئيس المصري محمد مرسي، السفارة المصرية في واشنطن باتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد منتجي الفيلم، فيما قرّر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود، وضع القس الأميركي تيري جونز وعدد من أقباط المهجر على قوائم ترقّب الوصول بالمطارات والمرافئ المصرية.
عربياً أيضاً، أكد بيان صادر عن وزارة الخارجية البحرينية أن «مملكة البحرين استنكرت بشدة عرض الفيلم، باعتباره عملاً خارجاً عن مبادئ احترام الأديان وجميع تعاليم الشرائع السماوية والقيم الأخلاقية والإنسانية».
وفي الأردن، استنكرت جماعة الإخوان المسلمين الفيلم، داعيةً الى «تحرك رسمي وشعبي إسلامي» وإلى «مقاطعة السلع والبضائع الأميركية». وقال المراقب العام للإخوان همام سعيد «نطالب الحكومات الإسلامية باتخاذ موقف حازم إزاء الاعتداء العنصري الجديد بحق العقيدة الإسلامية، بما يوقف هذه الأعمال الاستفزازية الدنيئة».
من جهته، اعتبر اتحاد علماء بلاد الشام أن الفيلم يرسل رسالة بُغض وتحريض على الإسلام. ورأى أن خير رد على هذا الفيلم هو إصلاح البيت الداخلي للأمة العربية والإسلامية وإظهار المشروع الحضاري الإسلامي بالأعمال الإيجابية المنتجة».
كذلك، رأت «هيئة كبار العلماء» في الأزهر، «أن مصدر الإساءات للإسلام ليس الناس العاديين سواء في الغرب أو الشرق، وإنما المصدر هو مؤسسات الهيمنة الاستعمارية، التي يجاهدها الإسلام لكسر شوكة هيمنتها واستعمارها واستغلالها في كثير من بلاد العالم الإسلامي».
واعتبر حزب الله أن هذه الأعمال «هي ترجمة لسياسات مرسومة، وليست تعبيراً عن حالات فردية تعكس الموقف الحقيقي للحلف الصهيو ـــ أميركي من الإسلام والمسلمين»، ورأى أن «بيانات الشجب الرسمية الأميركية لم تعد تنطلي على أحد».
وفي أفغانستان، دعت حركة طالبان الأفغان إلى الاستعداد لحرب ضد الأميركيين. وحثت مقاتليها على «الانتقام» من الجنود الأميركيين.
من جهته، أعلن الرئيس الأفغاني، حميد قرضاي «إدانته الشديدة» لهذا الفيلم ووصفه بأنه «لا إنساني ومهيمن»، فيما قررت الحكومة حجب موقع يوتيوب على الإنترنت لمنع مشاهدة الفيلم.
وفي إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست إن «جمهورية إيران الإسلامية تدين بشدة إهانة الإسلام وتتعاطف مع الأمة الإسلامية الجريحة». وأضاف «السكوت الممنهج والمستمر للحكومة الأميركية على هذا النوع من الأفعال المشينة هو السبب الرئيسي لاستمرار هذه الأفعال»، مشيراً إلى أن «الحكومة الأميركية عليها مسؤولية وقف هذا الاتجاه الخطير».
أما إسرائيل فتبرأت من الفيلم، مؤكدةً أن لا علاقة لها به، بعدما قللت من شأن إمكان أن يكون مخرج الفيلم يحمل الجنسية الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية، ايغال بالمور، «ليست لنا أي علاقة به»، واصفاً الفيلم بأنه «تعصب لا يطاق».
بدوره، دان الحاخام الإسرائيلي ميخائيل مليكور، الذي شغل منصب وزير سابقاً، الفيلم ووصفه بـ«البذيء».
إلى ذلك، دان الفاتيكان «الإهانات والاستفزازات» لمشاعر المسلمين، وكذلك أعمال العنف الناجمة عنها. وأوضح المتحدث باسم الفاتيكان، فدريكو لومباردي، أن هذه الاستفزازات والإهانات «تترتب عليها نتائج مأسوية تعمق بدورها التوترات والحقد وتطلق العنان لأعمال عنف لا يمكن القبول بها اطلاقاً».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



اختباء مخرج فيلم «براءة المسلمين»

لجأ مخرج فيلم «براءة المسلمين»، سام بازيل، إلى الاختباء في أعقاب الاحتجاجات والاعتداءات على البعثات الدبلوماسية الأميركية في مصر وليبيا. وتحدث كاتب الفيلم ومخرجه، سام بازيل، عبر الهاتف من مكان غير محدد لوكالة «أ ب» قائلاً «إن الإسلام سرطان»، وإنه أراد من فيلمه «أن يكون بمثابة بيان سياسي». ولفت بازيل الذي عرّف عن نفسه بأنه يهودي إسرائيلي، إلى أنه يؤمن بأن فيلمه «سيساعد وطنه على فضح مثالب الإسلام».
(أ ب)

«القاعدة» تحذر المسلمين الأميركيين من «محرقة»

نشر تنظيم القاعدة شريطاً لمناسبة ذكرى هجمات 11 أيلول، اتهم فيه الولايات المتحدة بتحضير «محرقة» بحق الأميركيين المسلمين. وأفادت مؤسسة «سايت لرصد» المواقع الإسلامية، بأن الشريط الذي يتخذ شكل الفيلم الوثائقي يحتوي على مداخلات لزعيم التنظيم أيمن الظواهري وللمتحدث الأميركي باسم التنظيم آدم غادن. وفي سياق تطرقه لهجمات الطائرات من دون طيار التي تقتل قياديين في القاعدة، قال غادن «اليوم يقتلون أميركيين مسلمين في اليمن، وغداً سيتم ذلك في نيويورك ولوس أنجلوس. استعدوا للمحرقة».
(أ ف ب)

تدنيس مسجد في فرنسا

أعلن وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، أن أبواب جامع ليموج في وسط فرنسا دنّست بالبراز في وقت متأخر من ليل أول من أمس. وأصدر فالس بياناً أدان فيه «بأشد الصرامة التدنيس الجديد لجامع ليموج الذي لطخت أبوابه الليلة الماضية بالبراز».
ووفقاً للبيان، فإن وزير الداخلية الفرنسي المكلف بالديانات «يحرص على التذكير بأن التهجم على الأديان بمثابة التهجم على الجمهورية»، مؤكداً أن «هذا العمل يمس بشكل خطير بكرامة المسلمين، ويثير صدمة لدى مجمل المواطنين المتمسكين بقيم الاحترام والتسامح». وهذه ثاني عملية تدنيس يتعرض لها جامع ليموج في أقل من شهر ونصف بعدما رسمت في نهاية تموز رسوم نازية جديدة على بابه.
(أ ف ب)