... وكأن 11 أيلول هو يوم الأزمات بين المسلمين والغرب، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، بعد قيام متظاهرين مصريين غاضبين أمس بإنزال العلم الأميركي من فوق السفارة الأميركية في القاهرة، مستبدلين إياه بعلم «التوحيد» الأسود المكتوب عليه «لا إله إلا الله»، احتجاجاً على إنتاج نفر من أقباط المهجر، يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية، فيلماً يسيء إلى النبي محمد يحمل عنوان «حياة محمد». وأنتج الفيلم بالاشتراك بين شخصيات قبطية، بينها عصمت زقلمة وموريس صادق (زعيما ما يعرف بالدولة القبطية والجمعية الوطنية القبطية اللتين طالبتا قبل ذلك بطرد المسلمين من مصر إلى شبه الجزيرة العربية)، وبين القس المتطرف تيري جونز الذي سبق له إحراق نسخة من القرآن. ويصور الفيلم النبي بشكل مشين من خلال مشاهد خادشة تنال منه ومن زوجاته وتسخر منه. وتزامنت إذاعته مع ذكرى أحداث أيلول التي فُجّر فيها برجا التجارة العالمية. هذه الخطوة أثارت حفيظة الكثيرين، وأدانتها 120 منظمة قبطية في مصر والعالم، فضلاً عن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التي تبرّأت من هذا العمل وأدانت القائمين عليه.
كذلك فعل الأزهر وغيره من المؤسسات الرسمية والحزبية، إلا أن هذا كله لم يمنع من تصاعد الغضب الشعبي. وعلى الأثر، قرر مئات من الشباب الغاضب ممن ينتمون إلى تيارات مختلفة، بما فيها المسيحية، التظاهر أمام السفارة بالتزامن مع يوم إذاعة الفيلم، وأحرقوا العلم الأميركي الذي أنزلوه مرددين هتافات منها «ياللي ثورتوا علشان إلهام فين غيرتكم على الإسلام». كذلك قام المتظاهرون بكتابة عبارات احتجاجية على سور السفارة، وأخرى حملت عبارات «إلا رسول الله»، «ونحن فداك يا إسلام»، قبل أن تهرع قوات من الجيش والأمن المركزي إلى السفارة لحمايتها وإنزال المحتجين من على أسوارها. وأصدرت الخارجية المصرية بياناً أكدت فيه أن حماية السفارات مسؤوليتها، فيما أدانت السفارة الأميركية الفيلم المسيء، وأكدت أن مجموعة من المحتجين تسلقوا سور السفارة ونزعوا العلم الأميركي.
في جانب آخر، رأى بعض النشطاء والشخصيات العامة، كوائل غنيم وبلال ومحمد يسري سلامة، أن هذه التظاهرات من شأنها أن تترك انطباعاً سلبياً عند المواطن الغربي الذي ارتبط العلم المرفوع بدلاً من العلم الأميركي، بتنظيم القاعدة، ولا سيما عندما يتزامن هذا مع ذكرى 11 أيلول. ورأوا أن تجاهل الفيلم وصنّاعه هو أفضل رد، إضافة إلى نصرة الدين والرسول بالعلم والتقدم. وشددوا على أن الرسول تعرض للأذى في حياته ومماته، ولم ينل ذلك من الإسلام أو الرسول، لافتين إلى أن كثيراً من المشايخ بأيديهم إنتاج أفلام عن الرسول، تشرح حياته والإسلام. ورأى بلال فضل أن «ثمن سهرة لمشايخ وأمراء النفط في كان وفيغاس كفيلة بإنتاج فيلم سينمائي يردّ بقوة على كل الإساءات».