تتزايد مؤشرات القلق الإسرائيلي من الأوضاع الشعبية المتوترة في الضفة الغربية، والتي تحولت أخيراً إلى احتجاجات تخشى تل أبيب تطورها إلى انتفاضة ثالثة. ونقلت وسائل الإعلام العبرية، أمس، أن ثمة تخوفاً في إسرائيل من أن يقود الوضع الاقتصادي السيّئ في الضفة إلى استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وتالياً إلى حصول تدهور في استقرار السلطة الفلسطينية ينجم عنه انهيار حكم «فتح» في الضفة وسيطرة حركة «حماس» على الأوضاع هناك.
وجاء التعبير الأبرز عن القلق الإسرائيلي في تصريحات لقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، الجنرال نيتسان ألون، الذي قال في لقاء مع قادة المستوطنين أول من أمس إن هناك «بداية تغيير خلال الأسابيع الماضية». وحذر من «ربيع عربي» داخل مناطق السلطة الفلسطينية «من شأنه أن يتحول إلى تحدّ لنا».
ووفقاً لصحيفة «معاريف»، فإن الخوف الإسرائيلي الأبرز هو من أن يسعى الفلسطينيون إلى توجيه أي تصعيد ميداني شعبي قد يحصل باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، ما سيؤدي إلى ردود فعل مضادة من سكانها ستجعل الأوضاع غير قابلة للسيطرة بعدها.
كذلك تخشى إسرائيل من أن تحاول السلطة الفسلطينية تحويل الانتقادات عنها من خلال القيام بخطوات أحادية الجانب، مثل فسخ الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل من طرف واحد، بما في ذلك اتفاقية باريس التي تنظم العلاقات الاقتصادية، والتي رفضت تل أبيب أخيراً طلباً فلسطينياً بفتحها.
وبحسب الصحيفة، فإن الاعتقاد السائد في إسرائيل هو أنه لن يكون ممكناً وقف التدهور في وضع السلطة، إلا من خلال تأمين هبات مالية مهمة لها. وعلى هذا الأساس، رفعت تل أبيب طلبات عاجلة إلى الادارة الأميركية والاتحاد الأوروبي بالعمل على إنقاذ الاقتصاد الفلسطيني عبر تحويل مئات ملايين الدولارات إلى خزينة السلطة.
وفي هذا السياق، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أوصت الحكومة بتحويل العائدات الضريبية التي تجنيها إسرائيل لمصلحة السلطة بشكل مبكر للمساعدة في تحسين وضعها. وأفاد موقع «قضايا مركزية» الإخباري الإسرائيلي أن «الشاباك» وجه انتقادات شديدة لسياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير المال يوفال شتاينتس، تجاه السلطة الفلسطينية، محذراً من أنها قد تقود في نهاية المطاف إلى انهيار أو حل السلطة الفلسطينية.
وأشار الموقع إلى أن نتنياهو وشتاينتس درجا على «التنكيل» برئيس السلطة محمود عباس.



حذرت حركة «فتح»، أمس، من محاولات إسرائيلية لخلق البلبلة وإثارة الفتنة بين الفلسطينيين. وقال المتحدث أسامة القواسمي إن «التسريبات الإعلامية التي تظهر إسرائيل كأنها حريصة على السلطة الوطنية، محاولة مقصودة لدس الأسافين داخل الصف الفلسطيني». وأضاف «دولة الاحتلال (هي) المسؤولة عن كل ما يلحق بشعبنا من معاناة، وهي التي تحرض على ممارسة الضغوط على الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية».
(يو بي آي)