انتُخِبَ الأستاذ الجامعي حسن شيخ محمود (56 عاماً) بنحو مفاجئ، أول من أمس، رئيساً للصومال في أعقاب الدور الثاني للانتخابات في البرلمان الصومالي، والذي حصل فيه على 190 صوتاً مقابل 79 صوتاً للرئيس المنتهية ولايته شريف شيخ أحمد، فيما اعتبرت حركة الشباب الاسلامية المتمردة أن عملية الانتخاب «مشروع دبّره أعداء» البلاد، من دون ان تنتقد الرئيس الجديد. وأعلن رئيس البرلمان محمد عثمان جواري، عقب فرز الاصوات، ان «حسن شيخ محمود هو الفائز في الانتخابات الرئاسية». وتصافح الرئيس المنتخب والرئيس المنتهية ولايته فور إعلان النتيجة، وكانا قد جلسا جنباً الى جنب في انتظار اعلان النتيجة. واقر شريف بهزيمته وبالفوز «العادل» لخصمه، مؤكداً أنه يغادر السلطة «بلا ضغينة».
وتم إثر ذلك تنصيب حسن شيخ محمود، رئيساً للبلاد من قبل المحكمة العليا، وذلك بعد أن أدى اليمين على المصحف. وأطلقت عيارات نارية في الهواء في العاصمة مقديشو، احتفاءً بفوزه.
في هذا الوقت، قال الرئيس الصومالي الجديد، «أشكر لكل من ساهم في هذا المسار التاريخي. ان ما حدث اليوم سيُكتب بحروف من ذهب في التاريخ الصومالي.. وآمل ان يتجه الصومال الى الافضل وان تصبح مشاكلنا جميعها من الماضي».
وعُرف شيخ محمود ابن قبيلة الهوية، باعتداله، وهو مؤسس جامعة مقديشو وعمل مع العديد من المنظمات الدولية في الصومال. وقد وصل رغم ضعف تجربته السياسية إلى رئاسة البلاد نتيجة انتصار ساحق على مرشحين صقلتهم السياسة الصومالية.
وهو اول رئيس ينتخب في العاصمة الصومالية منذ بدء عملية اعادة الاعمار الشاقة منذ العام 2000 بدعم من المجتمع الدولي، وكان اسلافه قد انتخبوا في دول مجاورة لأسباب أمنية.
شارك شيخ محمود المتخصص في الشؤون التربوية، في تأسيس معهد للتأهيل، وتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، وعمل باحثاً حول طريقة ايجاد حلول للنزاعات.
فالقليلون من بين رعاة الانتقال السياسي في الصومال من المجتمع الدولي كانوا يتوقعون فوز الصومالي الذي أجرى دراساته في الجامعة الصومالية الوطنية قبل سقوط الديكتاتور محمد سياد بري، ثم نال شهادة ماجستير في التربية التقنية من جامعة بوبال في الهند.
في المواقف، أعلن المتحدث باسم حركة الشباب الاسلامية شيخ علي محمود راج، أنه «ليس لدينا موقف شخصي (من الرئيس الجديد) لكن مجمل العملية (الانتخابية) هي مشروع دبره اعداء» الصومال، مشيراً بشكل خاص الى الدول المجاورة للصومال.
(أ ف ب، يو بي آي)