في موازاة الحديث عن تبدل في النظرة الى موقف وزير الدفاع، إيهود باراك، من شن هجوم إسرائيلي أحادي على المنشآت النووية الإيرانية، قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن القوات الأميركية جاهزة منذ الآن لشن حملة عسكرية واسعة النطاق على إيران. تزامن ذلك مع ما ذكرته صحيفة «صندي تايمز» بأن إسرائيل يمكن أن تلجأ إلى استخدام قنابل كهرومغناطيسية تشل شبكة الكهرباء بأكملها في إيران، في إطار هجوم مركّز لمنعها من حيازة أسلحة نووية. وقالت «صنداي تايمز» إن الاستخدام المحتمل لمثل هذه الأسلحة «يهدف إلى إرسال إيران إلى العصر الحجري، وجرت مناقشته داخل دوائر عديدة في إسرائيل مع احتدام الجدل وسط سياسييها بشأن شن ضربة سريعة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية».
وأضافت إن وكالات الاستخبارات الأميركية أعدت تقارير «أعربت فيها عن مخاوف متزايدة من قيام إسرائيل بضرب إيران باستخدام تفجير نووي على علو شاهق يهدف إلى تعطيل جميع الإلكترونيات في البلاد»، وفقاً للخبير الأميركي بيل غيرتز المتخصص في شؤون الدفاع.
وأوضحت الصحيفة أن تقنية القنبلة الكهرومغناطيسة تقوم على تفجير مكثّف من الطاقة يتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض لإحداث تيار قوي تنجم عنه موجة صادمة قادرة على تخريب الأجهزة الإلكترونية ودوائرها، وتُعرف منذ عقود ولا تُعد فتاكة. وأشارت إلى أن الذبذبة الناجمة عن القنبلة الكهرومغناطيسية يمكن أن توجه ضربة قاضية لمحطات توليد الكهرباء وشبكات الاتصالات والنقل والطوارئ والخدمات المالية.
وقالت إن تكتيك «العودة إلى العصر الحجري» دعا إليه الكاتب الأميركي جو توزارا، في نشرة «أخبار إسرائيل الوطنية»، حيث حذّر من أن تسريع إيران العمل على إنتاج أسلحة نووية يجب أن يواجه بهجوم استباقي بالقنابل الكهرومغناطيسية.
في هذا الوقت، انضمت حاملة طائرات ثالثة الى الحاملتين الموجودتين في الخليج، بما يشير الى أن القوات الأميركية جاهزة للعمل فوراً وفي أي وقت، عندما تقرر الإدارة في واشنطن الهجوم.
ولفتت «يديعوت أحرونوت» الى أن نائب رئيس أركان القوات الأميركية، الأميرال جيمس وينفلد، قام بزيارة لإسرائيل لمدة يومين، في سياق المحاولات الأميركية لإقناع المسؤولين هناك بالتخلي عن فكرة العمل الأحادي من دون تنسيق مع البيت الأبيض. أعقب ذلك حديث باراك عن أنه «لا ينبغي الخطأ في الحجم المثير للجدل حول الاستعدادات الأميركية لمواجهة التحدي الإيراني، على كل الصعد».
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «معاريف»، أنه بموازاة قرار الحكومة الكندية إقفال السفارة الإيرانية في أوتاوا، يمارس مكتب رئيس الحكومة والشعبة الاستراتيجية في وزارة الخارجية الممسكة بالملف الإيراني، ضغوطاً كبيرة على دول أخرى، وخصوصاً أوروبا، لقطع علاقاتها مع طهران. وبحسب «معاريف»، فإن البديل من ذلك سيكون تقليص الدول الأوروبية علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية، سواء في ما يتعلق بالسفارات أو تمثيلها. والبارز في هذا البديل هو طرد كل ممثلي الأجهزة الاستخبارية الإيرانية الموجودين علناً في السفارات.
وأضافت «معاريف» إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طرح هذا الموضوع في لقاءاته مع وزيري خارجية النروج وإيطاليا الأسبوع الماضي. ومن المقرر أن يكون قد طلب ذلك أيضاً من وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيله، خلال لقائهما أمس.
في السياق نفسه، أكدت «معاريف» أيضاً أن جهات سياسية في أوروبا تعمل على إقناع أكبر عدد من الدول الأوروبية لفرض مزيد من العقوبات، مثل الحظر التجاري ومنع شركات طيران إيرانية من الهبوط في المطارات الأوروبية.
في المقابل، رأى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، في جلسة مغلقة للبرلمان، أن «ما قامت به كندا ينسجم مع مصالح النظام الصهيوني، إذ إنها تسعى الى تعزيز علاقاتها مع النظام (الإسرائيلي)».
كذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست تصريحات وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، التي دعا فيها الاتحاد الأوروبي الى تشديد الحظر على إيران بـ«غير المسؤولة». وقال إن احتمال فرض عقوبات جديدة «غير فعال» و«باطل».
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد اجتمعوا في قبرص أول من أمس، وعبّروا عن «توافق متزايد» لفرض إجراءات عقابية جديدة على إيران.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)