ركّزت مسودة البيان الختامي لقمة عدم الانحياز في طهران على الأوضاع في سوريا، إلى جانب الترسانة النووية الإسرائيلية، إضافة إلى التأكيد على الركائز التي قامت عليها الحركة منذ نشأتها. وذكرت قناة «العالم» الإيرانية أن مسودة البيان التي بحثها وزراء خارجية دول عدم الانحياز تناولت الشأن السوري، حيث دعت إلى فتح حوار أميركي _ سوري بهدف إيجاد مخرج للأزمة السورية، ونبذ العنف وقيام الحكومة بتنفيذ الإصلاحات. وأكدت على الحل السياسي وليس الخيارات العسكرية لمعالجة الأزمة، ورفض أي خطوة أحادية الجانب، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.
كذلك رحّبت مسودة البيان الختامي بمهمة المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، ودعت الجهات السورية إلى تسهيل مهمته. وأدانت العقوبات الأميركية والغربية على سوريا.
وفي الشأن الإسرائيلي، دعت مسودة البيان إلى إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، مبدية القلق من حيازة إسرائيل أسلحة نووية. وأدانت توسيع تل أبيب ترسانتها النووية، مشددة على رفض التسلّح النووي وحق الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية. واستنكر مشروع البيان أيضاً حملة المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية المحتلة، وطالب إسرائيل بالإنهاء الفوري لحصار قطاع غزة لأسباب إنسانية.
وأكدت المسودة الالتزام بمبادئ حركة عدم الانحياز والدفاع عن مكاسبها، والمساواة في حقوق الإنسان، ونبذ الازدواجية، والتعاون بين دول الجنوب، وردم الهوة بين الفقراء والأغنياء. كذلك أكد مشروع البيان ضرورة الحوار بين المذاهب والحضارات والثقافات، وأهمية الدفاع عن السلام وتقوية علاقات الصداقة، معرباً عن القلق من النزاعات المذهبية المتطرفة.
وسيبدأ زعماء دول حركة عدم الانحياز، غداً وبعد غد، قمتهم السادسة عشرة حيث يناقشون مسودة البيان التي يعدها وزراء الخارجية.
ومن المقرر أن یتناول اجتماع وزراء الخارجیة، الذي ينتهي اليوم، أهم القضایا الاقلیمیة، وخاصة القضیتین السوریة والفلسطینیة والسلام العالمي ومكافحة الفقر وتحسین العلاقات بین الشعوب.
وبمبادرة من طهران، التي تستعد لترؤس حركة عدم الانحياز لثلاث سنوات، يدين مشروع البيان الختامي للقمة، المؤلف من مئتي صفحة، بشدة العقوبات والضغوط «الأحادية» التي تفرضها الدول الغربية وحلفاؤها على عدد من الدول الأعضاء في الحركة. ومن دون التطرق إلى حالات معينة، يدين مشروع البيان الختامي كل أشكال «العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية والاعمال العسكرية»، وخصوصاً «الهجمات الوقائية» التي تهدد كل من إسرائيل والولايات المتحدة بشنّها ضد الدولة الاسلامية.
كذلك يدين مشروع البيان الختامي إلصاق الغرب صفة «الشيطان» ببعض دول المنظمة، في إشارة إلى الولايات المتحدة، واتهام إيران وكوريا الشمالية بأنهما أساس «محور الشر».
وتتطرق ورقة العمل، التي تم نشرها على الموقع الإلكتروني لحركة عدم الانحياز، إلى عدد من القضايا التقليدية للمنظمة التي أسّستها دول ناشئة عام 1961 لإيجاد نوع من التوازن، وسط هيمنة الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في حينها.
وفي هذا السياق، يدعو مشروع البيان الختامي إلى «ديموقراطية» مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للحد من هيمنة الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة المتهمة باستخدام هذا المنبر للدفاع عن مصالحها السياسية. كذلك يؤكد مشروع البيان دعم دول الحركة لقيام دولة فلسطينية في حدود 1967 بهدف التوصل إلى «سلام عادل» في الشرق الاوسط، إضافة إلى إدانة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ومن المتوقع أن يشارك نحو 35 رئيس دولة وحكومة ووفود من نحو مئة دولة في القمة، التي تأمل إيران الاستفادة منها لكسر العزلة الدولية التي يسعى الغرب إلى إحكامها عليها.
ويناقش ممثلو الدول الـ120 الأعضاء، ومن بينهم 70 وزير خارجية، على مدى يومي أمس واليوم مشروع البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة التي ستجمع عشرات من رؤساء الدول والحكومات.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن وزراء الخارجية المشاركين في قمة طهران قدّموا مختلف السبل لحل مشكلة سوريا. وقال صالحي لوكالة «مهر» للأنباء «ما هي السبل التي تم تقديمها في اجتماع وزراء خارجية عدم الانحياز؟ لقد أولى وزراء الخارجية المشاركون في مؤتمر طهران اهتماماً خاصاً بالقضية السورية، وطرحوا وجهات نظر متعددة في هذا المجال في اجتماع وزراء الخارجية». وتابع أن «أفضل السبل هو أن نسهّل إجراء الحوار بين المعارضة والحكومة السورية، ليتم حل القضية السورية بشكل سوري _ سوري بعيداً عن تدخل الآخرين». وأكد أنه لو استطاعت دول المنطقة والمنظمات الدولية أن تنجز مثل هذه الخطوة، فهذا من شأنه أن يكون مفيداً ومؤثّراً جداً.
في هذه الأثناء، أكد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن «المالكي سيترأس وفد العراق المشارك في قمة دول عدم الانحياز في إيران»، مضيفاً أن «العراق سيدعم أي مقترح يدعو إلى تبنّي حل سلمي للقضية السورية».
من جهته، قال وزیر الخارجیة البحریني، خالد بن أحمد آل خلیفة، «أنا متفائل جداً برئاسة الجمهوریة الإسلامیة في إیران للحركة»، معرباً عن حزنه لضحايا «العمليات الإرهابية واستشهاد العلماء النوويين الإيرانيين».
من جهة ثانية، نفت إيران عزمها السماح للدبلوماسيين المشاركين في قمة حركة عدم الانحياز بزيارة مواقع نووية، بعدما كان محمد مهدي أخوند زادة، نائب وزير الخارجية الإيراني، لمّح إلى أن بلاده قد تسمح لدبلوماسيين من أعضاء حركة عدم الانحياز بالقيام بجولة في موقع بارشين العسكري الذي تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن إيران ربما كانت تستخدمه في إجراء تجارب تفجيرية لها علاقة بالطاقة النووية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رامين مهمان برست، المتحدث باسم وزارة الخارجية، قوله «ليست لدينا خطط محددة لزيارة ضيوف أجانب يشاركون في قمة حركة عدم الانحياز للمواقع النووية الايرانية.»
إلى ذلك، شنّت حكومة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة هجوماً على السلطة الوطنية الفلسطينية على خلفية التمثيل الفلسطيني في قمة دول عدم الانحياز. وقال مكتب رئاسة الوزراء في حكومة حماس، في بيان، إنه «لا يحق لمغتصب الشرعية الفلسطينية أن يحدد طبيعة التمثيل الفلسطيني». وتابع ان «الذين تجاوزوا منظمة التحرير الفلسطينية هم من مزقوا ميثاقها وعطلوا مؤسساتها واستفردوا بقرارها وأجهضوا كل جهود إصلاحها وجعلوا منها جسداً لا يخدم شعبنا ولا يتبنى قضية، وان تمثيلها لشعبنا مرهون بإعادة بنائها وفق ما تم التوافق عليه في اتفاق القاهرة».
(يو بي آي، أ ف ب، مهر)



إيطاليا تدعو إلى لجنة تحقيق في مجزرة داريا

دعا وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي، الى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بمقتل مئات المدنيين في بلدة داريا. وأوضح أن «هذا يدلّ من جديد على أن الوضع الحالي في سوريا لم يعد يطاق». وطالب «بضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقصي الحقائق»، مشدداً على أنّ «الشرط لتحقيق سلام دائم في سوريا يبقى خروج (الرئيس السوري بشار) الأسد من السلطة».
(يو بي آي)

أنقرة «ستواجه» التهديدات الناجمة عن الأزمة السورية

أصدر مجلس الأمن الوطني التركي بياناً أكد فيه عزم تركيا على مكافحة الإرهاب، مشدداً على إرادة البلاد القوية للتخلص من التهديدات الناجمة عن تدهور الوضع السوري. وذكرت وكالة «أنباء الأناضول» أن الاجتماع انعقد برئاسة رئيس الجمهورية عبد الله غول، وأشار البيان إلى أن «الحكومة أكدت على ضرورة تلبية متطلبات اللاجئين السوريين على الأراضي التركية».
وشدّد الاجتماع على إرادة البلاد في التخلّص من التهديدات بسبب تدهور الوضع الأمني والإنساني في سوريا، والوقوف بعزم في وجه أنشطة العناصر الإرهابية التي تحاول استغلال الفراغ في السلطة الكائن في سوريا.
(يو بي آي)

سوري يهدد بنسف مقر الجامعة العربية

قالت وكالة «أنباء الشرق الاوسط» الرسمية إن السلطات المصرية ألقت القبض على رجل سوري هدّد بنسف مقر جامعة الدول العربية، بعدما علم بأن والديه قتلا في سوريا. ولم تذكر الوكالة اسم الرجل، وقالت إن الحادث بدأ عندما تلقى مدير أمن القاهرة بلاغاً من إدارة الأمن في الجامعة العربية بأن أحد السوريين يهدد بنسف المبنى. ونقلت عن البلاغ أنّ الرجل «أوقف سيارة أمام مبنى الجامعة وأبلغهم (مسؤولو الأمن) بأن السيارة مليئة بالمتفجرات، وأنّه سيقوم بتفجيرها في حالة عدم اتخاذ الجامعة قراراً يدين الرئيس بشار الأسد».
(رويترز)