القاهرة | من دون أي صلاحيات أو اختصاصات، ودون أي توضيح من مؤسسة الرئاسة بشأن دورهم في الفترة المقبلة، أُعلن أمس أسماء أعضاء الفريق الرئاسي، الذي من المفترض أنه سيعاون رئيس الجمهورية في مهمات عمله. وأعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ياسر علي، أن الفريق يتكون من 4 مساعدين و17 مستشاراً. ولفت إلى أن الرئيس سعى إلى أن تتضمن مؤسسة الرئاسة كل الكفاءات الوطنية وكافة ألوان الطيف السياسي. وبعد إعلان اسم محمود مكي نائباً للرئيس قبل أسابيع، أظهر بيان الرئاسة أمس أن مساعدي مرسي بينهم قبطي وأمراة، حيث اختيرت باكينام الشرقاوي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة مساعدةً للرئيس للشؤون السياسية، فيما يعتبرها البعض قريبة إلى التيار الإسلامي. واختير عضو الحزب الوطني «المنحل»، سمير مرقص، مساعداً للرئيس للتحول الديموقراطي. من جهته، اختير عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين عصام حداد مساعداً لرئيس الجمهورية لشؤون العلاقات الخارجية والتعاون الدولي، فيما أوكل إلى رئيس حزب النور السلفي، عماد عبد الغفور عبد الغني، منصب مساعد الرئيس في ملف التواصل المجتمعي.
كذلك اختيرت 17 شخصية أخرى ضمن ما أطلق عليه «الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية»، منهم امرأتان، ومسيحي واحد. وضمت الهيئة القائم بأعمال حزب الحرية والعدالة، عصام العريان، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة رفيق صموئيل حبيب، وهو الشخصية التي يستخدمها الإخوان طوال الوقت ليؤكدوا أنهم حزب مدني لا ديني. واختير أيضاً محيي حامد محمد، العضو في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب خالد علم الدين وبسام الزرقا من حزب النور السلفي. وضمت الهيئة أيضاً الشاعر فاروق جويدة، والكاتبة الصحافية سكينة فؤاد، والإعلامي عمرو الليثي، وعدد آخر من الشخصيات التي يرى المحللون أنهم فريق عمل غير متجانس. أما محمد سليم العوا، المرشح الرئاسي السابق، الذي قيل إنه اختير ضمن الهيئة، فنفى الأمر، موضحاً أنه اتفق مع مرسي على أن يشغل منصب «مستشار الرئيس للعدالة الانتقالية وليس عضواً ضمن الهيئة الاستشارية».
وفي حديث لـ«الأخبار»، قال الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، إنه لا يرى أي انسجام أو تواصل بين المستشارين، مشيراً إلى أن «الأمر لا بد أنه سيؤثر سلباً على أدائهم لوظائفهم».
وبقي أن صلاحيات الفريق الرئيسي هي الأهم من أسماء الشخصيات التي أعلنت. فالمعلومات عنها لا تزال محجوبة، ربما لأنه لا توجد صلاحيات أصلاً، أو توجد صلاحيات ولا يعلمها سوى الرئيس فقط. وأكد عدد من أعضاء الفريق الرئاسي، من الذين جرى التواصل معهم أنهم لا يعرفون ما هي صلاحياتهم. الكاتبة سكينة فؤاد، قالت لـ«الأخبار» إنها حتى الآن لا تعلم ما هي اختصاصات الهيئة الاستشارية. وأضافت: «الأمور لم تتضح بعد».
بدوره، قال القيادي في حزب النور، بسام الزرقا، الذي اختير ضمن الهيئة الاستشارية، إن صلاحياتهم لم تُحدَّد بعد، وسيجري وضع تلك الاختصاصات في الفترة المقبلة. وهو ما أكدته أيضاً باكينام الشرقاوي. وتوقعت أن تتضح الأمور بعد عودة مرسي من زيارة الصين، والاجتماع بأعضاء الفريق.
وكان المستشار محمود مكي، نائب رئيس الجمهورية، قد قال في تصريحات خاصة لصحيفة «التحرير» إن مسألة تحديد الاختصاصات لا تعنيه على الإطلاق، والدستور المعطل والإعلان الدستوري لم ينصا على صلاحيات أو اختصاصات لنائب رئيس الجمهورية. ولفت إلى أن الرئيس هو من يحدد اختصاصات النائب. وشدد على أن تحديد اختصاصاته ليس أمراً مهماً ما دام يؤدي دوراً نافعاً. وأضاف: «أنا أشغل أعلى منصب في التعيين بالدولة، لكن رئيس الجمهورية هو المسؤول أمام الشعب حتى عن قراراتي؛ لأنه المنتخب بإرادة الشعب».