شيع السودان، أمس، الضحايا الواحد والثلاثين، وبينهم وزير الارشاد والاوقاف السوداني غازي الصادق وعدد من المسؤولين، الذين قتلوا أول من أمس، في تحطم طائرة كانت تقلهم إلى ولاية جنوب كردفان لأداء صلاة العيد.ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا» أن «رئاسة الجمهورية تحتسب عند الله تعالى وزير الارشاد والأوقاف الاتحادي المهندس غازي الصادق، الذي استشهد مع عدد من رفاقة في طائرة مدنية سقطت جراء ظروف جوية قاسية وهي على مشارف تلودي»، التي كانت قد شهدت العديد من المعارك في الحرب التي بدأت في حزيران من العام الماضي بين الحكومة والمتمردين المنتمين للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال.
من جهته، أوضح وزير الثقافة والاعلام أحمد بلال عثمان، أن الطائرة «تحطمت عندما اصطدمت بتلة» بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أدى مقتل جميع افراد الوفد، وبينهم عدد من الصحافيين. ووعد بفتح تحقيق حول الحادث وخصوصاً بعد تكرر حوادث الطيران في السودان في وقت تعاني فيه شركة الخطوط الجوية السودانية منذ أعوام من العقوبات.
بدورها، أكدت السفارة الروسية في الخرطوم أن طياراً روسياً قتل في حادث تحطم الطائرة. ولم يكشف المتحدث الإعلامي للسفارة، يوري فيداكاس، اسم الطيار، واكتفى بالقول إن قائد الطيارة يعمل «بعقد خاص» مع شركة «ألفا ايرلاينز» المشغلة للرحلة.
من جهةٍ ثانية، أكد حزب المؤتمر الشعبي، حسن الترابي، على ضعف الحكومة السودانية، محذراً من تعرض السودان لمزيد من التقسيم، ومتوقعاً اندلاع ثورة تطيح نظام الرئيس عمر البشير في أي لحظة، وخصوصاً بعد موجة الاحتجاجات التي شهدت البلاد في الأسابيع الماضية احتجاجاً على عدد من السياسات التقشفية التي أعلنتها الحكومة في محاولة لوضع حد لتردي الوضع الاقتصادي في البلاد.
واتهم الترابي في خطبة العيد، «الحكومة بالتراجع عن كثير من قراراتها خاصة المتصلة بقرارات المجتمع الدولي والتفاوض مع دولة الجنوب لعدم قدرتها على المواجهة»، مشيراً إلى أنه «حتى الدول البسيطة في المنطقة صار بإمكانها الضغط على السودان وتمرير أجندتها».
وقال الترابي «إن استمرار السياسات الحالية للحكومة سيفضي إلى مزيد من تقسيم البلاد بعد انفصال الجنوب باعتبار أن المطامع الدولية في السودان كثيرة، وأن الحكومة يعتريها الهوان».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)