عمّت الاحتفالات بيوم القدس العالمي، الذي أعلنه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الامام روح الله الخميني عام 1979، عواصم عربيّة وإسلامية، أبرزها القاهرة وصنعاء وغزة وطهران، حيث أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أن إسرائيل هي أداة للسیطرة والهیمنة على الشرق الأوسط، مجدداً الدعوة إلى إزالتها.
وشارك آلاف الفلسطينيين في مسيرة في مدينة غزة في جنوب فلسطين المحتلة، دعت إليها الفصائل الفلسطينية، لمناسبة اليوم العالمي للقدس الذي يصادف يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان كل عام. وتقدم المسيرة قياديون من حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ولجان المقاومة وحركة الأحرار.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رباح مهنا، باسم الفصائل الفلسطينية إن يوم القدس العالمي «أتت به الثورة الإيرانية كي تؤكد أن القدس عربية فلسطينية إسلامية نصمم على أن تبقى مدينة موحدة لفلسطين ونضمن حرية الأديان للجميع».
وفي طهران، قال الرئيس الإيراني، خلال كلمة في المناسبة، إن الدول الغربیة تتحمّل الإساءة إلیها، لكنها لا تحتمل أبداً توجیه الانتقاد «للكیان الصهیوني»، وتقوم بتبریر المجازر التي یرتكبها هذا الكیان لأنها تعتمد علیه. واعتبر أن الحفاظ على «الكیان الصهیوني» هو التزام مشترك تقیّدت به معظم الدول الاستكباریة والاستعماریة الغربیة. وأضاف أن «مواجهة إسرائیل والصهاینة تُعدّ الیوم حمایة لحقوق جمیع أبناء البشریة ودفاعاً عن الكرامة الإنسانیة وإتاحة السبیل لنجاة البشریة برمّتها من الاستعمار والاستكبار والفقر».
وقال نجاد إن «الشعوب ستقضي قريباً على الصهاينة»، لافتاً الى أن «أميركا والكيان الصهيوني لن يكون لهما وجود في الشرق الأوسط الجديد». وأضاف أن یوم القدس العالمي هو یوم اتحاد جمیع البشریة والمجتمع الإنساني لـ«إزالة هذا العار»، مكرراً وصف الخميني لإسرائيل بأنها «ورم سرطاني في أرض فلسطين».
واعتبر الرئيس الايراني أن المخطط الأميركي لتأسيس دولتين في فلسطين يعني منح فرصة تاريخية لإسرائيل لاستعادة قواها والقضاء على 100 عام من المقاومة، واصفاً كل من يقبل بهذا المخطط بأنه يقف ضد الشعوب. وتابع أن «يوم القدس هو اليوم الذي تبرز فيه القيم الانسانية، حيث ان الصرخات التي تنطلق عبر حناجر الناس الأحرار هي التي تحرر القدس وتهزم الكيان الصهيوني».
بدوره، اعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران، محسن رضائي، في حديث لوكالة «مهر» الايرانية للانباء، أن الصحوة الاسلامية هي سمة خاصة لمسيرات يوم القدس العالمي في العام الجاري.
ونظمت تظاهرات كبرى مناهضة لاسرائيل وتضامناً مع الفلسطينيين في طهران ومدن ايرانية أخرى أمس، في اطار من التوتر المتزايد مع الدولة العبرية، حسبما افاد التلفزيون الايراني.
وفي العاصمة المصرية، نظَّم عشرات من المصريين، بعد أداء صلاة الجمعة، مسيرة انطلقت من أمام مسجد عمر مكرم، حتى منتصف ميدان التحرير وسط القاهرة، مطالبين حكام العالم الإسلامي بالدفاع عن المسجد الأقصى وإنقاذه من الاحتلال الإسرائيلي، وممارساته التي تهدف إلى هدمه. وردَّد المتظاهرون هتافات «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، و«يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني».
كذلك، نُظّمت تظاهرات حاشدة في العاصمة اليمنية صنعاء والمدن الكبرى كتعز وعدن وصعده وذمار، إحياءً لـ«يوم القدس العالمي»، وذلك للمرة الأولى بعد أن كانت مثل هذه الفعاليات ممنوعة خلال حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وانطلقت التظاهرات من الميادين العامة وارتفعت لافتات كبيرة في كثير من شوارع العاصمة صنعاء تؤيد دعم القضية الفلسطينية، وكتب عليها شعارات تدعو الى التضامن مع الفلسطينين ضد الاحتلال الاسرائيلي. وحمل المتظاهرون المشاركون في إحياء الفعالية لافتات كتب عليها «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا» باللغتين العربية والإنكليزية.
وقال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، في بيان أصدره في المناسبة، «إننا نحيي هذه المناسبة لأن العرب لم تعد القدس ضمن أجندتهم أو حتى تخطر على بالهم، فهي ربما تكون الكابوس الوحيد الذي يؤرقهم كلما خطرت ببالهم على حين غفلة أو جاء ذكرها».
وفي مدينة القطيف، شرق السعودية، أفاد شهود بأن مجموعات صغيرة من السعوديين الشيعة أحيت أمس «يوم القدس» عبر التظاهر، مطلقة شعارات تندد بالولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي مدينة كراتشي الباكستانية (جنوب)، قُتل شخص على الأقل وجرح 11 بانفجار وقع أمس، وذكرت صحيفة «دون» الباكستانية أنه وفقاً للتقارير الأولية يبدو ان الانفجار استهدف حافلة تقل مشاركين في يوم القدس العالمي.
(يو بي آي، أ ف ب)