أعلن إدواردو ديل بوي، الناطق الرسمي المساعد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تعيين الأخضر الإبراهيمي «ممثلا دولياً خاصاً إلى سوريا»، لا «مبعوثاً خاصاً»، كما كان لقب كوفي أنان. وقرأ ديل بوي البيان المشترك، عن كل من بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، من دون أن يشرح الفرق بين اللقبين. وعندما سألت «الأخبار» عن مهماته، وهل تطبيق خطة النقاط الست من ضمن ولايته، أجاب أن الإبراهيمي سيزور نيويورك قريباً، وسيتباحث مع الأمين العام والمسؤولين في الأمم المتحدة حول ذلك، وسيتمّ إعلان المزيد من التفاصيل. وأضاف أنه لن يدخل في شرح مهمته حتى يصل الإبراهيمي. وأردف أن رئيس مجلس الأمن الدولي، المندوب الفرنسي جيرار آرو، بعث رسالة إلى الأمين العام يعرب فيها عن دعمه التام لمهمة الأخضر الإبراهيمي. وقال البيان، الذي قرأه ديل بوي، «إن العنف والمعاناة في سوريا يجب أن ينتهيا. والأمين العام يقدّر رغبة الإبراهيمي في تسخير قدراته وخبراته الشخصية لهذه المهمة الحاسمة، التي يحتاج فيها إلى الدعم القوي الواضح من المجتمع الدولي، بما في ذلك من مجلس الأمن الدولي». وأضاف البيان المشترك أنّ «الدبلوماسية الرامية إلى تشجيع الحلّ السلمي للصراع في سوريا تبقى الأولوية العليا للأمم المتحدة. وأن المزيد من القتال وتسليح النزاع لن يؤدي سوى إلى مفاقمة المعاناة، وتصعيب سبيل الحلّ السلمي للأزمة بما يوصل الى إنتقال سياسي، وفقاًَ للتطلعات المشروعة للشعب السوري».
من جهة أخرى، فشلت روسيا في عقد اجتماع خاص لسفراء مجموعة العمل الدولي الخاصة بسوريا، فضلاً عن إيران والسعودية. وتعود الأسباب إلى رفض كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا المشاركة. وكانت الغاية من الاجتماع التشاور من أجل إصدار نداء من أجل وقف العنف في سوريا، والبدء في تطبيق خطة النقاط الست التي قامت عليها قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بهذا البلد.
من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية الروسية، يوم أمس، إن مهمة المكتب التنسيقي التابع للأمم المتحدة في سوريا هي حثّ الأطراف المتنازعة على بدء الحوار السياسي. وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن وزارة الخارجية الروسية أصدرت بياناً قالت فيه إن «من مهام المكتب الجديد للأمم المتحدة في سوريا متابعة الوضع على الأرض، وحثّت الأطراف السورية على وقف إراقة الدماء بأسرع وقت وبدء الحوار السياسي». وأشارت الوزارة الى أن موسكو تقوّم عالياً دور بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا في مساندة التقدّم لحلّ النزاع، موضحةً أن روسيا شاركت بشكل فعّال في نشاط البعثة عبر إرسال مراقبين. وأكد البيان أن «وجود المراقبين الدوليين، وخاصة في المرحلة الأولى، ساعد على تقليل حدة العنف في البلاد»، معرباً عن الأسف لعدم تمديد تفويض البعثة بسبب مواقف عدد من أعضاء مجلس الأمن. وتابع البيان «ننطلق أيضاً من أهمية بقاء الأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية، الذي يهدف الى حلّ الأزمة السورية في إطار خطة (المبعوث الأممي) كوفي أنان واتفاقيات جنيف لمجموعة العمل».
كذلك، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفضه اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا «بذريعة ازمة انسانية»، وذلك في مقابلة ستبثها السبت القناة العربية في شبكة سكاي نيوز. وقال لافروف، في هذه المقابلة التي نشرت وكالة ريا نوفوستي الجمعة نصها بالروسية، «من غير المقبول محاولة اقامة مناطق حظر جوي بذريعة انسانية». واضاف الوزير الروسي ان اقامة منطقة حظر جوي «ستشكل انتهاكاً للسيادة اذا كانت هذه المناطق تشمل الاراضي السورية، وسيكون هذا الامر انتهاكا لميثاق الامم المتحدة».
من جهته، أعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية، رامين مهمنبرست، أنّ إيران تدعم اقتراحاً للرئيس المصري محمد مرسي لانشاء مجموعة اتصال مع مصر وإيران والسعودية وتركيا لتسوية الازمة السورية. وأضاف «يمكن لهذه الدول الاربع تشكيل مجموعة اتصال وبحث المسائل، وإعادة في أقرب فرصة الهدوء الى المنطقة وتبديد التوترات».
بدوره، رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، اثر زيارة مخيم للاجئين السوريين على الحدود التركية، أنّه «يجب اسقاط النظام السوري وبسرعة»، مندداً بـ«التجاوزات» التي يرتكبها النظام بحق المدنيين. وأضاف «بعد الاستماع الى الشهادات المؤثرة من أشخاص هنا. وأنا أعي قوة ما اقوله: بشار الاسد لا يستحق أن يكون موجوداً». واتهم الرئيس السوري بالقيام بـ«عملية تدمير شعب».
في سياق آخر، أعلنت «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» في سوريا موافقتها على المبادرة التي أطلقتها «هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الوطني والديموقراطي»، معتبرةً أنها تحقق مبدأين أساسيين هما رفض التدخل الخارجي، ونبذ العنف من أي جهة كانت. وقالت الجبهة، في بيان لها، إنها اطّلعت على مبادرة «هيئة التنسيق» التي تؤكد فيها على عدم إمكانية انتصار طرف على آخر، وهو الأمر الذي يجعل من «استمرار العنف طريقاً لتدمير سوريا المجتمع والوطن والكيان». وأشارت الى أن مبادرة الهيئة تدعو الى «ضرورة خفض تكاليف التغيير المنشود، وحماية ما يمكن حمايته من البنى التحتية للوطن ومن وحدة المجتمع، والتوافق على هدنة مؤقتة بين جميع الأطراف التي تمارس العمل المسلح، والسماح لهيئات الإغاثة بإيصال المعونات الغذائية والطبية وتسهيل معالجة الجرحى في المشافي العامة والخاصة وبرعاية الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إضافة إلى البدء بإطلاق عملية سياسية». وأكدت الجبهة أنها ترى «أن هنالك ضرورة للتواصل مع الهيئة، واللقاء بأسرع وقت ممكن لصياغة موقف توافقي مشترك من أجل مصلحة الوطن، الأمر الذي لا يحتمل أي تأخير أو وقوف عند التفاصيل الثانوية».
من جهته، قال محمد عطري، المتحدث باسم رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، الذي انشق في وقت سابق من الشهر الحالي، إن حجاب في قطر «لإجراء محادثات بشأن سبل توحيد جهود المعارضة» لإطاحة النظام السوري. ولفت عطري إلى أنّ حجاب وصل الى قطر يوم الخميس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام. وقال إنه سيعود الى الأردن بعد الزيارة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)