دخل عامل استقطاب المقاتلين العرب بقوة على الساحة السورية مع تزايد حدة الصراع وتصاعد خطاب التعبئة نصرةً للمقاتلين السوريين. ولا يخلو يوم من معلومات عن جهاديين ينضمون إلى صفوف الثوار، ومقاتلين من جنسيات عربية جاءوا إلى سوريا للدفاع عن الثوار. آخر هذه التقارير، ما نشرته وكالة «رويترز» أمس، نقلاً عن مقاتل ايرلندي من أصل ليبي عن وصول مقاتلين متمرسين شاركوا في المعارك التي شهدتها ليبيا العام الماضي إلى الجبهة السورية ليدربوا وينظموا مقاتلي المعارضة السورية.
وذكر المقاتل حسام النجار، احد أفراد وحدة المعارضة الليبية التي اقتحمت مجمع القذافي في طرابلس قبل عام، أنه يقود الآن وحدة في سوريا غالبيتها من السوريين لكنها تضم أيضاً بعض المقاتلين الاجانب من بينهم 20 من كبار اعضاء وحدته الليبية. وكشف النجار أن من بين الليبيين الذين يقدمون العون لمقاتلي المعارضة السورية خبراء في الاتصالات والامدادات اللوجستية والقضايا الانسانية والاسلحة الثقيلة، وأنهم يشرفون على قواعد تدريب توفر تدريبات لياقة وتكتيكات قتالية.
وأضاف النجار أنه دهش من قلة تسليح وتنظيم مقاتلي المعارضة السورية، وقال «كدت أبكي من أجلهم حين رأيت الاسلحة. البنادق لا تصلح إطلاقاً، تباع لنا مخلفات حرب العراق، مخلفات من هنا وهناك. ولحسن الحظ هذا مجال نستطيع ان نساعدهم فيه. نعرف كيف نصلح السلاح وكيف نصونه، نعرف كيف نرصد المشاكل ونحلها». واوضح أنه وخلال خمسة أشهر من وصوله إلى سوريا أصبحت ترسانة مقاتلي المعارضة «أقوى خمس مرات من ذي قبل»، وقد حصلوا على مدافع أكبر ومضادات للطائرات وبنادق للقنص.
وذكر النجار أنه على الرغم من أن الكثير من وحدات المعارضة تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، فإن قادتها قادة محليون يفتقرون إلى التنسيق في ما بينهم. واستطرد «أحد العوامل الكبرى التي تؤخر الثورة هو الافتقار الى الوحدة بين المعارضين... للاسف حين تصبح ظهورهم للحائط.. حينها فقط يدركون ان عليهم ان يتّحدوا».
وكشف النجار أن آلافاً من المقاتلين في العالم العربي يتجمعون في دول الجوار استعداداً للانضمام إلى صفوف الجيش السوري الحر، مضيفاً أن المسؤول عن تجنيد المقاتلين، الليبي مهدي الحراتي، يحجم عن تجنيدهم خوفاً من أن يضر الربط بين الاسلاميين الاجانب وتنظيم القاعدة بقضية الثوار السوريين. ونبه النجار من خطورة دخول عامل التشدد على المقاتلين خصوصاً مع الصمت الدولي إزاء ما يحصل، وقال «اذا لم يتحرك الغرب والدول الاخرى سريعا فلن يقتصر الامر على شبان مثلي. الشبان العاديون الذين قد يفعلون اي شيء من تدخين سيجارة الى الخروج في نزهة، بل سينضم شبان متطرفون حقا سينقلون الامر الى مستوى آخر».
(رويترز)