افتتح الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، في مكة أمس، القمة الإسلامية الطارئة التي دعا إليها، والتي من المرتقب ان يكون الوضع السوري في صدارة مباحثاتها، إضافة إلى قضايا أخرى على غرار القضية الفلسطينية. وفي مستهل القمة، اقترح الملك السعود تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية يكون مقره الرياض. وقال امام قادة دول منظمة المؤتمر الاسلامي «اقترح عليكم تاسيس مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية للوصول الى كلمة سواء يكون مقره مدينة الرياض ويعين اعضائه من مؤتمر القمة الاسلامي وباقتراح من الامانة العامة والمجلس الوزاري».
ورأى ان «الامة الاسلامية تعيش حالة من الفتن التي بسببها تسيل دماء ابناؤها في هذا الشهر المبارك في ارجاء عديدة من عالمنا الاسلامي»، معتبرا ان «الحل الأمثل لكل ما ذكرت لا يكون الا بالتضامن والتسامح والاعتدال والوقوف صفا واحدا امام من يحاول ضرب وحدتنا وبهذا يمكن لنا ان نحفظ امتنا الاسلامية تاريخها وعزتها». وقال «استحلفكم الله ان يكون عليكم قدر المسؤولية وان نكون جديرين بحملها وان ننصر للحق».
غير أن الكلمة السعودية الشاملة، لا تلغي الغايةالأساس من القمة، وهو الضغط على سوريا، والذي بدأ منذ أول من أمس مع مسودة القرار الذي اصدره وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بتعليق عضوية دمشق في المنظمة بذريعة القمع الممارس من قبل السلطات في حق الاحتجاجات ضد النظام. ورغم الطابع الرمزي للقرار، على اعتبار أنه يأتي بعد أشهر من تعليق مماثل قامت به جامعة الدول العربية، إلا أنه من المرتقب ان يلقى معارضة داخل الاجتماعات، وخصوصاً في ظل وجود الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي استغل وجوده في مكة لتأدية مناسك العمرة.
وكان وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي قد أكد، بعد اجتماع وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي أول من أمس، رفض بلاده لقرار تعليق العضوية، الذي تحفظت عليه الجزائر أيضاً، فيما افادت مصادر في المنظمة ان باكستان وكازاخستان طالبتا بتضمين البيان الختامي «مطالبة الجيش الحر بوقف العنف اسوة بالجيش النظامي».
وقال صالحي «انا ارفض بصراحة تعليق عضوية اي بلد». واعتبر أن «تعليق العضوية لا يعني الاتجاه نحو حل للمشكلة. بالتصرف على هذا النحو، تريدون التهرب من (طرح) المسألة». ولفت الى «اننا نشهد ازمات وتطورات مهمة في المنطقة ومعالجتها تحتاج الى شرح الصدر وصبر ونية خالصة وصادقة». واشار الى انه «ليس من الضروري ان نفكر بمعالجة هذه الامور الصعبة خلال ايام، ولكن يجب التشاور مع بعضنا خصوصا الدول المؤثرة في المنطقة بما فيها ايران والسعودية».
وفي هذا السياق، اتى اللقاء الثنائي بين صالحي والامير عبد العزيز بن عبد الله، نائب وزير الخارجية السعودي، بعد الاجتماع الوزاري. واكد الوزير الايراني ان اللقاء «تطرق الى امور شتى من بينها العلاقات الثنائية وما يحدث في المنطقة»، مؤكدا ان ايران «على طريق رفع مستوى العلاقات وتوطيدها مع السعودية». وجدد صالحي موقف بلاده المعروف من الازمة السورية قائلا «اقترحنا الطريق الصحيح لحل الازمة. اولا اقتراح (مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية المستقيل) كوفي انان ذو الستة بنود، بما يهيئ الارضية للاجتماع بين المعارضة والحكومة السورية لكي يتفاوضا مع مساعدة الاخرين طبعا، حتى يخرجا بحل سوري سوري من دون تدخل اجنبي».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن «الدور العربي» هو الاهم في حل الازمة السورية. وقال لـ«فرانس برس» «نريد حل الازمة في اطار عربي بحيث نمنع اي تدخل اجنبي لأنه لن يحرص على المصلحة العربية سوى العرب».
ولم ترسل سوريا مندوبا لتمثيلها في الاجتماع، كما اكد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أن المعارضة لم تتلق دعوة إلى المشاركة في القمة، فيما اوضحت الولايات المتحدة ان ممثلها الخاص في منظمة التعاون الاسلامي رشاد حسين سيتابع عن قرب اعمال القمة، مشيرة الى ان حضوره يؤكد التزامها العمل مع «شركائها في المجموعة الدولية لدعم تطلعات الشعب السوري، وزيادة الضغط على نظام بشار الاسد».
وفي الشق الفلسطيني، أكدت حركة «فتح» أن رسالة الشعب الفلسطيني للقمة الاسلامية المنعقدة في مكة المكرمة هي انقاذ المسجد الاقصى من المخاطر المباشرة المحدقة به نتيجة السياسات الاسرائيلية. وقالت مصادر فلسطينية إن الرئيس محمود عباس، المشارك في اعمال القمة، يحمل خطة مفصلة للحصول على دعم مادي من الدول الاسلامية من اجل القدس وسكانها.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)