واصلت إسرائيل، أمس، التعبير عن الخشية والقلق من التطورات الأخيرة على الساحة المصرية، وارتدادها السلبي على الدولة العبرية. وأوضح نائب رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي السابق، دان هرئيل، أن الخطوات الأخيرة للرئيس المصري، محمد مرسي، هي بالإجمال تعبير عن الوضع القائم في مصر منذ الانتخابات، مشيراً إلى أن «ما يقلق إسرائيل هو أن الوضع الذي نتج في مصر مع إقالة مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش المصري، ينعكس انعكاساً كبيراً جداً على الوضع في الشرق الأوسط». وأضاف أن «إسرائيل تجد نفسها في شرق أوسط أقل راحة». مع ذلك، أكد هرئيل أنه «في نهاية الأمر، المسألة تتعلق بكشف للوضع القائم، وليس مسألة تطور وتدهور إضافي».
من جهته، أعرب سفير إسرائيل السابق في مصر، تسيفي مزال، في حديث إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن قلقه من التطورات المصرية. وتوقع «إمكان أن تدخل إسرائيل ومصر في أزمة علاقات بينية»، مشيراً إلى أن «الإخوان المسلمين سيعمدون في الفترة القريبة المقبلة إلى بذل جهود إضافية من أجل تثبيت سلطتهم، وفرض إرادتهم السياسية على معارضيهم».
وكتبت صحيفة «هآرتس» أن «الرئيس المصري محمد مرسي هو منتج سياسي من مصنع الإخوان المسلمين، وخطوته الأخيرة لا تهدف فقط إلى تعزيز صلاحياته كرئيس لمصر بل، وبالأساس، كي ينحّي جانباً خصوم الإخوان، ممن منعوهم من كتابة دستور جديد أكثر إسلامية». وعن الآتي، قالت الصحيفة إنه في الأسابيع والأشهر القريبة المقبلة، ستشهد مصر نشاطاً مكثفاً من قبل قادة الإخوان المسلمين، من بينه عزل محرري الصحف، وتشريعات «بروح الشريعة الإسلامية»، لكنها أكدت أن «ذلك لن يجري بطريقة فظة، بل بنحو ناعم، على عادة الإخوان المسلمين». بدورها، توقعت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن تكون الخطوة المقبلة للرئيس المصري هي صوغ دستور جديد. وقالت «دعونا نأمل لصالح الشعب المصري، أن يمهد ذلك الطريق لنظام ديموقراطي، وليس لنظام استبدادي آخر». ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، عضو الكنيست الحالي عن حزب «العمل»، بنيامين بن أليعازر (الصورة)، قوله إن «على إسرائيل أن تستعد لاحتمال أن تنهار اتفاقية السلام مع الدولة المصرية، لأن تنظيم الإخوان هو نفسه الإخوان المسلمون، ولن يتغيّروا أبداً، ويجب أن نكون كإسرائيليين مستعدين لأسوأ سيناريو ممكن أن يحصل مع مصر، وهو المواجهة العسكرية».