‏وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، على طلب مصر إرسال مروحيات هجومية إلى شبه جزيرة سيناء للتصدي للمجموعات المسلحة، فيما تلقت الحكومة المصرية وعداً من قادة البدو في سيناء بمساعدتها في عملياتها العسكرية المتواصلة منذ اعتداء مجموعات مسلحة على حرس الحدود يوم الأحد الماضي وقتل 16 منهم. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أمس، أن هذا الإذن باستخدام هذه المروحيات سيسري لبضعة أيام. ونقلت عن مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية قولها إن القرار «لن يعرض إسرائيل للخطر»، مشيرةً إلى انه تمت دراسة جميع التداعيات المحتملة المترتبة على مثل هذا القرار قبل اتخاذه.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إنها تأمل أن تعكس الإجراءات التي تتخذها مصر في هذه الأيام «تغييراً جوهرياً في سياستها وليس إرادة فقط للانتقام».
وكانت شاحنات عسكرية مصرية تنقل عشرات الآليات المدرعة المجهزة بالرشاشات، قد شوهدت في العريش متوجهةً الى الشرق حيث تنشط مجموعات مسلحة من البدو، في عدد من القرى القريبة من الحدود مع قطاع غزة.
من جهتهم، وعد قادة البدو، بتقديم المساعدة إلى السلطات المصرية، بالرغم من عدائهم للحكومة المركزية. وطالب القادة البدو خلال اجتماعهم أول من أمس، مع وزير الداخلية أحمد جمال الدين، برؤية جثث العناصر الذين قتلوا في العملية العسكرية التي شنتها القوات المصرية. وقال عيد أبو مرزوقة، أحد البدو الذين شاركوا في الاجتماع، «نطلب منهم أن يعرضوا علينا الجثث، مجرد جثة أو جثتين فقط، حتى نقتنع».
من جهة ثانية، أشار أبو مرزوقة إلى أنه «تم التوصل إلى اجماع بين القبائل على تدمير الأنفاق». وقال «لا يهمنا إن كان هذا يثير استياء حماس. يجب أن تتم الحركة التجارية بين مصر والفلسطينيين من خلال معبر رفح». وأضاف «إننا ضد التهريب وضد الحصار»، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ 2007.
من جهته، أكد وزير الداخلية أن الجيش المصري سيهزم المجموعات المسلحة بمساعدة قبائل البدو. غير أن مسؤولاً أمنياً مصرياً كبيراً متمركزاً في سيناء، أقر بأن السلطات تواجه عدواً يصعب رصده ويتفوق بمعرفته للمنطقة بجبالها وصحرائها، ما «يجعل العملية صعبة».
وفي السياق، أفادت مصادر عسكرية أمس أن ستة «إرهابيين اوقفوا في سيناء في عملية تمشيط نفذها الجيش المصري». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن مصدر أمني آخر قوله، إن الرجال الستة يُعرفون بأنهم أصوليون ويشتبه بأنهم ينتمون إلى حركة جهادية. وجاء الاعتقال بعدما أطلق مسلحون مجهولون النار على نقطة «الريسة» الأمنية على طريق العريش – رفح.
في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، أن العبث بأمن واستقرار سيناء، وبأي أرض مصرية، هو خط أحمر لا تهاون فيه، مشيراً إلى عزم بلاده على حل مشكلات سيناء بشكل متكامل. وشدد على أن «أي عبث بأمن سيناء ستتخذ (على إثره) إجراءات كفيلة بإنزال العقاب بكل من يسعى إلى تهديد الأمن القومي لمصر بأي شكل من الأشكال، وبردع من يفكر في تكرار تلك الحوادث مستقبلاً».
إلى ذلك، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» أمس عن قيام القوات الإسرائيلية باجتياز حدود سيناء لمطاردة مهاجرين أفارقة وتسليمهم للسلطات المصرية، وفيما لم تحدد توقيت الحادثة، نقلت عن جماعات حقوقية لم تسمها قولها إن ما تقوم به القوات الإسرائيلية يعد محاولة للتحايل على القانون الدولي، الذي يمنع الدول من إعادة طالبي اللجوء إذا كانوا سيتعرضون للخطر في بلدانهم الأصلية. وبينما أشارت الجماعات الحقوقية إلى أن الرقيب العسكري الإسرائيلي منع نشر تقرير حول الموضوع في اسرائيل، أكد الجيش الاسرائيلي في تعليقه على مضون التقرير انه يعمل في إطار القانون، بينما لم يصدر تعليق فوري من مصر.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)