بعد يوم من تصريحات لرئيس الأركان الإسرائيلي، بيني غانتس، دعا فيها الجيش إلى الاستعداد لحرب متعددة الجبهات، ذكرت تقارير إعلامية عبرية أمس أن الجيش الإسرائيلي بدأ فعلاً باتخاذ خطوات تصب في هذا الاتجاه، إذ قرر توزيع احتياطي التجهيزات العسكرية المتعلقة بالدعم القتالي كالذخيرة والطعام وغير ذلك على عدد كبير من المواقع كي يقلل من تعرضها للاستهداف في أية حرب مستقبلة.
وكما في كل خطة يبادر إليها الجيش في الأعوام الأخيرة، فإن «لحرب لبنان الثانية» دورها في بلورة هذه الخطط. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش واجه خلال تلك الحرب مصاعب عديدة في مجال دعم القوات داخل الأراضي اللبنانية، ولا سيما في ضوء عدم فتح محاور للنقليات، الأمر الذي دفعه بعد الحرب إلى تغيير مفاهيمه في هذا المجال، وإلى تحسين قدرات التخزين والنقل لديه للحؤول دون نشوء وضع لا تصل فيه قوافل تزويد المؤن في الوقت المناسب الى المقاتلين.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش سيعمل على تخزين عشرات آلاف الوجبات القتالية والوسائل القتالية غير السرية في مصانع خاصة في أرجاء البلاد، انطلاقاً من التقدير بأن القواعد العسكرية الكبرى معروفة وتحت التهديد وستتحول إلى أهداف سهلة لضربات الصواريخ الدقيقة من خارج الحدود.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يدرك أن الحرب المقبلة ستندلع على جبهات متعددة، وبناءً على ذلك تم اتخاذ القرار بتوزيع احتياطي المعدات الحساسة منذ الآن على القواعد المنتشرة في أكثر من مكان داخل إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع الذي يقوده القائد السابق للواء اللوجستي، نسيم بيريتس، بات في مراحل متقدمة. وأوضحت الصحيفة أنه في إطار هذا المشروع، تم تصنيف احتياطات الجيش الاسرائيلي حسب أهميتها، ووُزعت على مناطق مختلفة «لتصعيب الأمر على العدو في لحظة الحقيقة»، على أن تبقى المخزونات الاستراتيجية التي يصعب نقلها أو التي تتمتع بحساسية أمنية، في أمكنتها، وأن يصار إلى تحسين التحصينات حولها.
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن الجيش قرر التقدم خطوة إضافية في هذا الإطار، من خلال إشراك القطاع الخاص في عملية التخزين. وقالت إنه من المقرر أن يصدر رئيس شعبة التكنولوجيا واللوجستيكا في الجيش، الجنرال كوبي باراك، خلال الأسابيع المقبلة، مناقصة للشركات الخاصة تخول الفائزين بها توقيع عقود مع الجيش تنص على تخصيص أماكن محددة داخل منشآتها الصناعية لتخزين تجهيزات تتعلق بالجيش على أن تكون مدفوعة الأجر. ومن بين الأمور التي سيخزنها الجيش في هذه الأماكن، عشرات آلاف الوجبات القتالية المخصصة لحالات الطورائ، بحيث «تصل شاحنات الجيش في الحرب إلى المكان وتنقلها مباشرة إلى الكتائب». ويشترط الجيش على الشركات المرشحة للفوز بالمناقصة أن يكون لديها مستوى معقول من التحصين في منشآتها، كما يشترط أن تلتزم الشركات بدرجة عالية من السرية.
وإضافة إلى الشركات المدنية التي ستخزن الوجبات القتالية، يعتزم الجيش أيضاً أن ينقل قسماً من احتياطي الذخيرة الخاص به إلى مصانع أمنية.