واصل الجيش المصري، أمس، لليوم الثالث على التوالي، العملية العسكرية التي بدأها في سيناء لمطاردة من يعتقد أنهم مسؤولون عن الهجوم على حرس الحدود المصريين الذي أوقع 16 قتيلاً، فيما نفت حركة «حماس» أمس توجيه القاهرة أي اتهامات لغزة. وبينما أعلن أمس عن لقاء جديد جمع الرئيس المصري محمد مرسي برئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوى، تخلله البحث في تطورات الوضع فى سيناء، تضاربت المعلومات حول الأوضاع الأمنية في المنطقة، وتحديداً في منطقة العريش. ففيما قال التلفزيون المصري إن اشتباكات جديدة جرت أمس بين الشرطة ومسلحين، نفت وكالة أنباء الشرق الأوسط هذه الأنباء.
ونقلت عن مصدر أمني قوله إنه «أثناء مرور سيارة ماركة (تويوتا) بيضاء اللون وبدون لوحات معدنية في شارع أسيوط بالعريش مقر قسم شرطة ثالث العريش في ساعة مبكرة من صباح الخميس أطلق قائدها عدة أعيرة نارية في الهواء، لم تستهدف قسم الشرطة، ولم تسفر عن وقوع أية إصابات».
من جهتها، قالت مصادر محلية في محافظة شمال سيناء، إن الجيش المصري هاجم منذ ساعات الفجر الأولى مناطق جبلية ودروباً صحراوية خاصة بمحيط قرية «التومة» وتخوم «جبل الحلال»، لتمشيطها وتوقيف العناصر «الإرهابية» المسلحة التي تتخذ من تلك المناطق أوكاراً لها. وأشارت المصادر إلى أن سيارات الإسعاف قامت بإجلاء المصابين من العناصر المسلحة.
في غضون ذلك، نفى الناطق باسم «حماس»، صلاح البردويل، أمس توجيه القاهرة أي اتهامات لغزة في ما يتعلق بالهجوم المسلح في سيناء. وأكد أن القاهرة لم تطلب من الحكومة في غزة أية طلبات محددة بهذا الشأن، مخالفاً بذلك ما نقلته بعض وسائل الإعلام من أن الاستخبارات المصرية طلبت التحري عن شخصين من غزة للاشتباه في علاقتهما بهجوم سيناء.
وأوضح البردويل أن «هناك اتصالات مستمرة مع الحكومة المصرية لم تسفر حتى اللحظة عن أية خيوط حول علاقة أي من المتورطين في هذه الجريمة في قطاع غزة»، لافتاً إلى أن الجريمة «لم يستفد منها سوى الاحتلال الصهيوني، ولم يخطط لها سواه».
وأضاف «ننظر بالكثير من الريبة إلى الأخبار المكذوبة التي تختلقها بعض وسائل الإعلام المغرضة بالتعاون مع وسائل إعلام صهيونية في محاولة مستميتة لتشويه صورة حماس». وختم حديثه بالقول «ندعو هذه الألسن إلى الكف عن هذه الخسّة الإعلامية».
من جهته، توقع عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار، «أن يكون عناصر من حركة فتح ممن هربوا إلى جمهورية مصر بعد أحداث 2007 ضالعين في تفجيرات سيناء».
من جهةٍ ثانية، هاجم شبان ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، عشرات المعتصمين أمام مقر رئاسة الجمهورية في القاهرة وحطموا خيام الاعتصام، فيما غابت عناصر الأمن عن محيط المقر. واعترف أنس الشاعر، نجل القيادي في الجماعة أكرم الشاعر، بمسؤولية الجماعة عن ضرب المعتصمين، معللاً ذلك على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بقوله «عملنا حملة تطهير ضد البلطجية عند القصر، وكل شوية يتمسك بلطجي وياكل ضرب من الناس».
وترافقت هذه الحادثة مع تأكيد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين سعد الحسيني، في مقابلة متلفزة، «أن قرارات الرئيس مرسي مُلزمة للجميع، ومن يعترض على قراراته لن يجد من شبابنا إلا الضرب بالجزم».
وقد أثار هجوم «شباب الإخوان» على المعتصمين باستخدام الهراوات، ردود أفعال غاضبة من جانب نشطاء سياسيين وحقوقيين في مصر واصفين إياه بـ«السلوك الفاشستي»، فيما دعا آخرون إلى الاحتشاد بقوة من أجل ثورة شعبية يوم 24 آب الجاري لإنهاء حكم الإخوان وترك مرسي منصب الرئيس.
(أ ف ب، يو بي آي)