على عكس ما روّج في الإعلام العربي، فإن إسرائيل استبشرت خيراً في أعقاب فوز حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات التشريعية التركية، بل تعرب عن تفاؤل بإمكان إنهاء أزمة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، خاصة في ظل «تردي الوضع الاستراتيجي لتركيا في المنطقة». الأمل والتفاؤل عبّرت عنهما مصادر رفيعة إسرائيلية، في حديث إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، تطرق إلى «النصر العظيم» الذي حققه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفوز «العدالة والتنمية» بأغلبية المقاعد في البرلمان.
المصادر قالت للصحيفة إن «النصر يزيد احتمالات تحسين العلاقات بين الدولتين، وإنهاء الأزمة الدبلوماسية التي تهيمن على العلاقات منذ حادثة أسطول مافي مرمرة إلى غزة» عام 2010.
والتفاؤل الإسرائيلي بتحسين العلاقات مع تركيا مردّه، وفق المسؤولين الإسرائيليين، إلى النصر الكبير الذي حققه أردوغان في البرلمان وإلى الوضع الاستراتيجي لتركيا جراء الحرب الدائرة في سوريا، وكذلك العلاقات المتوترة مع الجانب الروسي، والتهديد الأمني المتمثل في تنظيم «داعش».
ووفق المسؤولين الإسرائيليين، فإن «الوضع الاستراتيجي المعقد» لتركيا من شأنه أن يدفع أنقرة إلى التقرب من تل أبيب أكثر. وقال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع لـ«يديعوت» إن «الوقت الراهن ملائم للغاية لتحسين العلاقات بين الجانبين، وإن لم نغتنم الفرصة الآن، فلا أدري كيف يمكن أن تتحسن العلاقات في ظرف آخر».

«العدالة والتنمية» ذكر في التهديدات الكبرى الأكراد و«داعش» من دون إسرائيل

ولفتت الصحيفة إلى حقيقة ميّزت الانتخابات الأخيرة في تركيا، وهي أن «العدالة والتنمية» والرئيس التركي ركزا في الحملة الانتخابية على التهديدات الكبرى الماثلة أمام تركيا، وتحديداً ما يتعلق بالأكراد و«داعش»، مقابل أنهم لم يذكروا إسرائيل، بل امتنعوا عن إبراز الخلاف الدبلوماسي بين الجانبين، الأمر الذي يعتبر نقيضاً للحملات الانتخابية السابقة في تركيا. ولفتت أيضاً إلى وجود عامل آخر قد يدفع أنقرة إلى تحسين علاقاتها بتل أبيب، وذلك في أعقاب نجاح إسرائيل في التقرب من اليونان وقبرص.
«يديعوت» لفتت إلى أن تركيا كانت قد عيّنت في منصب وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية فريدون سينرلي أوغلو، الذي شغل منصب سفير تركيا لدى إسرائيل في السابق، وأشرف على الاتصالات الإسرائيلية ــ التركية لإنهاء الأزمة الدبلوماسية. لذلك، يرى الجانب الإسرائيلي أن هذا التعيين يعبّر عن اتجاه جديد لحكومة أردوغان في ما يتعلق بإسرائيل، خاصة بعدما التقى سينرلي مدير الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، قبل شهرين، في العاصمة الإيطالية روما.
«رغم العلاقات المتوترة في الظاهر بين إسرائيل وتركيا على الصعيد الدبلوماسي»، تضيف «يديعوت»، «فإن ذلك لا ينسحب على العلاقات التجارية بين الجانبين، التي شهدت تزايداً ملحوظاً في المدة الأخيرة، وكذلك الحركة السياحية على خط تل أبيب والمطارات التركية»؛ فقد أشارت بيانات سلطة المطارات الإسرائيلية إلى أنه انتقل، على سبيل المثال، 172.507 ركاب إسرائيليين في تموز الماضي إلى تركيا، أي بزيادة قدرها 30% قياساً بتموز 2014، كذلك فإن بيانات أيلول الماضي أظهرت زيادة في عدد السياح الإسرائيليين إلى تركيا، بنسبة 269% قياساً بالشهر نفسه من العام الماضي.