أعلن «لواء البراء» الذي تبنّى عملية احتجاز 48 إيرانياً مقتل ثلاثة من المخطوفين في عملية قصف من قوات النظام في ريف دمشق، بحسب ما جاء في بيان صادر عنه على صفحته على موقع «فايسبوك». فيما أعلن الناطق باسم لواء البراء، عبد الناصر شمير، «إفشال محاولة من قوات النظام السوري لتحرير الإيرانيين»، مشيراً في حديث إلى قناة «العربية» إلى أن «المحاولة أدت إلى إصابات خطرة ومتوسطة في صفوف المخطوفين ولا نستطيع تأمين الرعاية الطبية لهم بسبب استمرار القصف». كذلك أفادت «العربية» بأن شمير «يهدد بقتل الأسرى الذين ثبت تورطهم بأنهم عناصر للحرس الثوري إذا استمر القصف».
في المقابل، أكدت إيران، على لسان نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، أن مواطنيها من الزوار ولا علاقة لهم بالحرس الثوري، وأنهم خطفوا بينما كانوا في طريقهم الى مطار دمشق. وتابع: «هذه العملية مخطط لها مسبقاً، ومنفذوها يريدون الضغط على إيران كي توقف دعم الشعب السوري».
وفي سياق آخر، انفجرت صباح أمس عبوة ناسفة في الطابق الثالث من مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري في دمشق، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات. وأكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن جميع العاملين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بخير، ولا توجد إصابات خطرة أو شهداء. موضحاً «أن الانفجار ناجم عن انفجار عبوة ناسفة، أدّت إلى خسائر مادية وبعض الإصابات الطفيفة».
في موازاة ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «اشتباكات عنيفة في بعض أحياء مدينة حلب، وتحديداً في حيّي الشعار ومساكن هنانو، بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. كذلك تعرض حي الصاخور لقصف عنيف من القوات النظامية». وأشار إلى سقوط قتلى وجرحى في حيّ صلاح الدين في جنوب المدينة، فيما أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن قصف عنيف استهدف حيّي السكري والهلك، استخدمت فيه المروحيات. وشهد حيّ الهلك «حالات نزوح واسعة» بحسب المرصد والهيئة العامة.
وقتل يوم أمس، في مدينة حلب، تسعة مدنيين ومقاتلان معارضان، بحسب المرصد. وذكر النقيب المنشق واصل أيوب، قائد كتيبة «نور الحق» في «الجيش السوري الحر»، الذي قاتل في حي صلاح الدين، أنّ «نحو 15 قناصاً و100 عنصر من القوات النظامية تمكنوا من التسلل الى سبعة أو ثمانية مبانٍ في شارعين رئيسيين من حي صلاح الدين، هما الشارع العريض وشارع الإشارات الذي يتجه نحو دوار صلاح الدين». وقال إن «القناصة يمكنهم أن يسيطروا بالنار على حوالى 600 متر، وبالتالي هم يقطعون حالياً الشارعين».
وفي دمشق وقعت اشتباكات في حيّ ركن الدين، أدّت إلى مقتل أربعة أشخاص، بحسب المرصد. بينما ذكر الإعلام الرسمي السوري أنّ «الاجهزة الامنية ضبطت وكراً للارهابيين المرتزقة في حي ركن الدين، يحتوي على أسلحة متنوعة» و«اشتبكت مع الإرهابيين وقضت على عدد منهم وألقت القبض على آخرين»، بينما استسلم آخرون. من جهة ثانية، أفاد المرصد عن العثور على جثامين ستة مواطنين في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق كانت القوات النظامية قد اعتقلتهم أول من أمس. كذلك شهد ريف دمشق مقتل خمسة مقاتلين معارضين إثر كمين نصبته قوات النظام قرب بلدة حران العواميد.
سياسياً، قال الملك الأردني عبد الله الثاني، في حديث سيُبثّ خلال الايام المقبلة، لقنوات تلفزيونية أميركية، إن الوقت قد بدأ ينفد للوصول إلى حلّ لمرحلة انتقالية سياسية في سوريا، ورأى أن النظام حول الرئيس السوري غير قادر على التغيير. وأشار إلى أنّ «عدم التوصل إلى مخرج للأزمة السورية سيؤدي إلى تصعيد خطير في العنف الطائفي، قد يقود إلى حرب أهلية شاملة تمتد آثارها الكارثية إلى سنوات مقبلة».
من جهتها، أكدت مسؤولة العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني السوري» بسمة قضماني أن «الثوار على الارض يبحثون جاهدين عن أسلحة من أي مكان». وقالت إن «بعض الدول توفر بعض الاسلحة الخفيفة التقليدية» للمعارضين. ولدى سؤالها عن هذه الدول، قالت «إنها قطر والسعودية وبشكل محدود ليبيا مع ما تبقى لديها بعد انتهاء المعركة لديها». وأشارت الى أن المعارضة المسلحة لا تملك «أسلحة أكثر تطوراً تتيح لها التصدي للطائرات».
من ناحيته، حمّل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، حسن فيروز آبادي، السعودية وقطر وتركيا مسؤولية الدماء التي سفكت في سوريا، محذراً من إمكان أن تقع هذه الدول ضحيّة لنشر «إرهاب» تنظيم القاعدة. وأضاف «ليس من الصواب أن تساعد الدول المجاورة لسوريا على تحقيق الأهداف العدوانية لأميركا». وقال إنه «إذا وافقت هذه الدول على هذه القاعدة، يجب أن تدرك أنّه بعد سوريا سيأتي الدور على تركيا وباقي الدول». وقال إن «القاعدة والوهابية في الوقت الحاضر أصبحا بلاءً على المسلمين الأبرياء، ومن هذا المنطلق يتعين على الزعماء المسلمين توخي اليقظة، والسعي إلى تعزيز معنويات المسلمين ودعمهم».
من جهته، حذّر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، من وقوع حمامات دم جديدة في سوريا، مع استعداد القوات الحكومية لشنّ هجوم واسع النطاق على معقل المتمردين في مدينة حلب. وأضاف «هذا هو الوضع الذي حذّرنا منه منذ فترة طويلة، ومن أنه سيكون هناك انهيار في سوريا وصراع أكثر فتكاً ما لم نضع ما يكفي من الضغوط على نظام الأسد لتنفيذ خطة السلام التي وضعها كوفي أنان». وشدد على أن بلاده «لن تتخلى عن العمل الدبلوماسي وستزيد المساعدات الإنسانية والدعم العملي للمعارضة في سوريا، نظراً إلى الوضع القائم على الأرض».
إلى ذلك، نفت وزارة الداخلية الروسية، أمس، إصدار أي بيان عبر موقع «تويتر» بشأن صحة الرئيس السوري بشار الأسد، نافية صحة رسالة لمّحت إلى احتمال أن يكون قد قتل. ونفى متحدث باسم وزارة الداخلية أي معرفة بحساب على «تويتر» يحمل اسم وزير الداخلية أرسلت عبره رسالة تنقل عن سفير روسيا في سوريا قوله إن الأسد يحتمل أن يكون قد قتل أو أصيب.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)