تحوّل مجلس عزاء أقامه قائد اللجان الشعبية في جعار (جنوب اليمن)، عبد اللطيف السيد، مساء أول من أمس، إلى مجزرة، بعدما نجح انتحاري في التسلل بين الحضور وتفجير نفسه، مودياً بحياة 45 شخصاً وجرح 34 آخرين، في أعنف هجوم لتنظيم «القاعدة» منذ نجاح السلطات اليمنية، بالتعاون مع اللجان الشعبية، في دحره من عدد من مناطق جنوب اليمن. وقال أحد شهود العيان إن «انتحارياً تسلل إلى مجلس عزاء في حي الري إقامه عبد اللطيف السيد قائد اللجان الشعبية بجعار لابن شقيقه وفجر نفسه وسط المعزين»، فيما أفاد شاهد عيان آخر وهو من سكان جعار، أن «الانتحاري ينتمي إلى تنظيم القاعدة». وأكد أن «التنظيم يحاول الانتقام من اللجان الشعبية التي دعمت قوات الجيش في استعادة المدينة». من جهته، حمّل الأمين العام للإدارة المحلية في جعار، ناصر عبد الله المنصري، السلطات المركزية في صنعاء «جزءاً من المسؤولية عما حدث»، مشيراً إلى أن السلطات لم تعزز الحضور الأمني في المدينة لفرض سيطرتها على الوضع بعدما نجح الجيش في إخراج مقاتلي القاعدة منها.
ولفت المنصري إلى أن «جعار وغيرها من مدن محافظة أبين لا وجود للأمن فيها، وعناصر القاعدة موجودون في جميع المدن وعلى نحو سري». وأبدى تخوفه من تفاقم أعمال العنف وإقدام القاعدة على استهداف المدنيين الذين وقفوا مع الجيش في معركته لاستعادة محافظة أبين، التي ظلت غالبية مدنها تحت سيطرة التنظيم المتطرف لأكثر من سنة.
من جهتهم، وصف سكان جعار الهجوم الانتحاري بالدموي. وقال أحدهم «ماذا يريد منا القاعدة؟ حوّل العزاء الواحد إلى أكثر من ثلاثين بيتاً للعزاء».
يذكر أنه في منتصف حزيران، سيطر الجيش اليمني على مدينتي جعار وزنجبار عاصمة محافظة أبين، بعد انسحاب مسلحي القاعدة منهما تحت وطأة هجوم واسع النطاق شنته القوات الحكومية. وكان هذا التنظيم قد استغل ضعف السلطة المركزية، بسبب الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعزز سيطرته على مناطق في شرق اليمن وجنوبه.
وفي السياق، قتل خمسة عناصر من التنظيم، أول من أمس، في غارة لطائرة بدون طيار، أميركية على الأرجح، استهدفت سيارة في بلدة في محافظة حضرموت في شرق اليمن. وقال المسؤول المحلي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «طائرة بدون طيار أطلقت صاروخين على سيارة لاند كروز في قرية عرض الهبوع القريبة من الجبل المطل على مدينة القطن، مما أدى إلى مصرع جميع من كانوا على متن السيارة وهم خمسة من أعضاء القاعدة».
(أ ف ب، رويترز)