ذكرت تقارير إعلامية عبرية أن إسرائيل استكملت سلسلة من التحسينات الجوهرية على منظومة الاعتراض المضادة للصواريخ البعيدة المدى «حيتس 2»، بحيث تكون قادرة على اعتراض صواريخ متوسطة المدى. وقالت صحيفة «هآرتس»، أمس، إن الهدف من هذه التحسينات هو استكمال دائرة الحماية ضد الصواريخ التي توفرها منظومة «القبة الحديدية».
وفي الأصل، تم تطوير «حيتس» للتعامل مع صواريخ من طراز «سكود» و«شهاب» بعيدة المدى، الموجودة بحوزة كل من سوريا وإيران، فيما خصصت منظومة «القبة الحديدية» لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى مثل «قسام» و«كاتيوشا»، قبل أن يتم إدخال تعديلات عليها تسمح بمواجهة صواريخ متوسطة المدى مثل «فجر 5»، الذي يبلغ مداه 75 كيلومتراً. إلا أنه بالرغم من ذلك، بقيت طبقات الحماية الإسرائيلية من الصواريخ تعاني من فجوة تتمثل في الحد الموجود بين المدى الأقصى للقبة الحديدية والمدى الأقرب لحيتس. وتعمل الصناعات الحربية الإسرائيلية على سدّ هذه الفجوة من خلال منظومة «العصا السحرية» الموضوعة قيد التطوير، والتي لن تكون جاهزة قبل عام 2015. وبحسب «هآرتس»، فإن مديرية «حوما» في وزارة الدفاع الإسرائيلية، المسؤولة عن تطوير المنظومات الاعتراضية، قرّرت العمل على حلّ مرحلي ومؤقت يسدّ الفراغ القائم، من خلال إدخال تحسينات على منظومة «حيتس». وأوضحت الصحيفة أن الأمر يتعلق بمواجهة الصواريخ المتطورة التي يمتلكها حزب الله وسوريا، وعلى رأسها أم 600 ، وهو صاروخ «دقيق يبلغ مداه نحو 300 كلم». ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني رفيع في وزارة الدفاع قوله إن التحسينات التي تم إدخالها إلى «حيتس 2»، والمسماة «بلوك 4»، تتضمن تغييراً في برمجيات النظام كما في آلياته.
ووضعت الصحيفة تطوير «حيتس 2»، وقرار الكشف عنه من قبل المؤسسة الأمنية، في إطار «المعركة المعقدة القائمة الآن بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى». وأضافت الصحيفة «كما أن سوريا وإيران تستعرضان قوتهما الصاروخية من خلال المناورات المتتالية، فإن إسرائيل قررت نشر حقيقة تطوير منظوماتها الدفاعية».
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن هناك خشية متزايدة في إسرائيل من أن يشرع تنظيم القاعدة في شنّ هجمات من داخل سوريا باتجاه الجولان المحتل. وقالت الصحيفة إن أحد السيناريوهات التي يجرى الاستعداد لها هو أن يحاول مسلحو «القاعدة» مهاجمة إسرائيل خلال الفترة القريبة، من أجل استدراج النظام السوري إلى مواجهة مع إسرائيل.