نفى مسؤول تركي، أمس، ما أعلنته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن أن بريطانيا تحاول التوسط بين إسرائيل وتركيا لإنهاء الأزمة في العلاقات الدبلوماسية بينهما إثر تصاعد الأزمة في سوريا. وقال المسؤول التركي، الذي رفض الكشف عن اسمه لصحيفة «زمان» التركية، إن «إسرائيل تعرف ما عليها فعله، وهو الاعتذار من تركيا. وليس مطلوب الوساطة من بلد آخر». وكانت صحيفة «هآرتس» قد تحدثت أمس عن دور بريطاني في المساعي لإنهاء الخلاف بين تركيا وإسرائيل. وأكدت، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أن بريطانيا قامت خلال الأسابيع القليلة الماضية بنقل رسائل بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ونظيره رجب طيب أردوغان. ووفقاً للصحيفة، فإن الخطوة البريطانية تجري بتنسيق مع الإدارة الأميركية. وفي السياق، أوضحت الصحيفة أنه قبل عشرة أيام، في 22 تموز، اتصل رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، بنظيره الإسرائيلي، وتناولا تفجير بلغاريا، قبل التطرق إلى العلاقات الإسرائيلية التركية. وخلال الاتصال، أطلع كاميرون نتنياهو على اللقاء الذي عقده مع أردوغان في 27 تموز. وأضافت الصحيفة: يبدو أن كاميرون نقل رسالة من نتنياهو الى نظيره التركي، تناولت صيغة محتملة لانهاء الازمة. وأوضحت الصحيفة أن ما دفع بريطانيا في الفترة الأخيرة، إلى إحياء الوساطة الدبلوماسية بين الطرفين التركي والاسرائيلي، هو تصاعد التطورات التي تشهدها الساحة السورية، انطلاقاً من أن الأزمة في سوريا تخلق مصالح مشتركة بين إسرائيل وتركيا. كما أن تحسين العلاقات بين تل أبيب وأنقرة من شأنه الإسهام في استقرار الأوضاع في المنطقة. وهو ما أشار إليه قبل أيام نتنياهو في مقابلة مع وسائل إعلام تركية بالحديث عن وجود مصالح مشتركة بين البلدين. وفيما أكد المسؤول الإسرائيلي أن المبادرة الدبلوماسية البريطانية لم تثمر حتى الآن عن نتائج، إلا أن الجهود لا تزال مستمرة. ولفت المصدر إلى أن أردوغان يصر على اعتذار إسرائيلي واضح وتعويضات لأسر الضحايا. في المقابل، ذكرت «هآرتس»، أن نتنياهو يرفض تقديم اعتذار واضح، وأن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ونائب رئيس الوزراء موشيه يعلون، يريان أن المصالح الإسرائيلية والتركية ليست متطابقة في ما يتعلق بالأزمة السورية. ويعتقد الاثنان أن «تركيا تأمل أن تنتهي الأحداث في سوريا بحكومة يقودها الإخوان المسلمون، تكون لها نفس الخلفية الأيديولوجية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا».