المنامة ــ الأخبارقامت مبادرة «البحرين وطن يجمعنا» خلال الأيام الماضية بتنظيم زيارات متبادلة بين البحرينيين من أبناء السنة والشيعة في إطار مجالس التواصل الرمضانية، بهدف ترميم العلاقات التي ألحقت الأزمة الأخيرة الأذى بها، لما صاحبها من توتر وانفعال طائفي. وفي محاولة لكسر الجليد المذهبي، ترأس أحد الفاعلين في مدينة حمد، وهو النائب أحمد الساعاتي، وفداً شعبياً لزيارة منطقة عالي. وعمل الوفد من خلال هذه الزيارة على تنحية الأزمة السُّنية الشيعية، من خلال لقاء جمع بين أهالي المنطقتين. واستُقبل سكان أهالي حمد بالترحاب. وكانت اللقاءات ودية للغاية، وأكد الجميع على الوحدة الوطنية وروح الأسرة الواحدة والمصير المشترك، ونبذ العنف، وتأكيد التواصل بين المواطنين.
وتسعى المجالس الرمضانية في البحرين في هذه الأيام كي تصبح مكاناً لتصفية النفوس من أدران الطائفية. وكان المواطنون قد افتقدوا مثل هذه الجلسات منذ بداية الأزمة. وقال أحد الحضور إن «هذه الزيارة تبعث المودة والمحبة من جديد». وأكد مواطن آخر «هذا العمل مطلوب من المجالس وأصحاب المجالس، وعليهم أن يكرّسوا التواصل في مجالس القرى ليعيدوا اللحمة كما كانت».
وكانت 11 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني قد دشنت مبادرة «البحرين وطن يجمعنا» في السادس من شباط الماضي. وهذه الجمعيات هي: جمعية النهضة والاتحاد النسائي وجمعية الشباب الديموقراطي وجمعية الشفافية وجمعية الاجتماعيين وجمعية المستقبل النسائية وجمعية أول النسائية وجمعية المحامين والمرأة البحرينية والبحرين النسائية.
وعند إطلاق هذه المبادرة، ذكرت نائبة رئيس جمعية الاجتماعيين هدى المحمود أنها جاءت نتيجة الانشقاقات التي بدأت تحدث في المجتمع، والهدف منها هو الحفاظ على الترابط الاجتماعي. وأشارت إلى أن المبادرة تسعى إلى استقطاب المزيد من مؤسسات المجتمع. ولدى هذه المبادرة مكتب تنفيذي يتكون من شخصيات وطنية من الطائفتين هم: نائب رئيس جمعية الاجتماعيين المحمود وممثل من الاتحاد النسائي زينب الناجم وممثل من جمعية المحامين عادل المتروك وممثل من جمعية الشفافية جليل النعيمي وممثل من الشباب الديموقراطي غسان سرحان.
وأولى باكورات «البحرين وطن يجمعنا» كان اجتماعات في مأتم أنصار الحسين بالبلاد القديم في نيسان الماضي، والتي هدفت الى ردم الهوة، ومحاولة وصل ما مزّقته السياسة في نسيج المجتمع البحريني. وكان اللقاء الثاني في المحرق من الشهر نفسه، بحيث أكد المجتمعون سعيهم إلى «توطيد وحدة وطنية جامعة لكل مكونات هذا المجتمع، ونبذ الفرقة والشقاق والتمييز والإقصاء».
وتشتمل مبادئ المبادرة على ترسيخ مفهوم الانتماء والمواطنة وإشاعة روح الأخوة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد وتعزيز روح التعايش السلمي وثقافة وقيم التسامح بين مكونات المجتمع وتوجيه طاقات مؤسسات المجتمع المدني نحو ممارسة دورها الوطني في دعم الوحدة محاربة كل أسباب ووسائل التفرقة والإقصاء والتمييز.
ومن أجل تحقيق هذه المبادئ، تعمل المبادرة على تنظيم لقاءات مع المجالس الأهلية في مختلف مناطق البحرين، ولقاءات وبرامج للأسر المختلطة في مختلف المناطق، ولقاءات مع أعضاء مجلسي النواب والشورى، وإقامة فعاليات مجتمعية مشتركة مع مؤسسات المجتمع المدني، والتواصل مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من أجل حث الخطباء والدعاة على بث روح الأخوة والتسامح بين أبناء الشعب الواحد، إضافة الى تكثيف الحملات الإعلامية والتواصل مع الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني لتحقيق أهداف المبادرة.