تقدم متسارع للجيش السوري على طريق أثريا ــ خناصر، ما يفتح المجال أمام حسم معركة فك الحصار عن مدينة حلب، بعد أيام من معارك الكر والفر التي حاول فيها تنظيم «داعش» تثبيت مواقعه على الطريق، في وقت خسر فيه الجيش بلدة غمام الاستراتيجية في ريف اللاذقية الشمالي بعد يوم من السيطرة عليها.
ويتابع الجيش السوري تقدمه من محور حماة الشرقي باتجاه العمق على طرف طريق الامداد (أثريا ــ خناصر) لتأمين محيط الطريق بالتزامن مع تقدم الجيش من محور خناصر. وتمكن من السيطرة على كامل النقاط المحيطة ببلدة أثريا بعمق 20 كلم وصولاً الى منطقة التلال الواقعة بعد محطة ضخ مياه أثريا، حيث تدور معارك عنيفة بين عناصر الجيش ومسلحي «داعش».
وعلى المحور الآخر من جهة خناصر، تمكّن الجيش من تثبيت مواقعه في «النقطة 11» الحاكمة لمسافة 5 كلم من الطريق، والتي مكنته من السيطرة على بلدات العشطانة والهواز والشلالة الكبيرة، حيث تقلصت المساحة الجغرافية الواقعة تحت سيطرة التنظيم بين أثريا وخناصر إلى نحو 7 كلم.
وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ المعركة مستمرة حتى تأمين محيط الطريق بعمق 30 كلم، إضافة إلى استعادة ما تبقى من نقاط على طول الطريق، مشيراً إلى أن التنظيم قام بتخريب طريق خاصر وحفره على امتداد 6 كلم، وعمد الى فتح طريق فرعي منه باتجاه قرى ريف الرقة.
وفي ريف حلب الشرقي، شنّ تنظيم «داعش» هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش، حيث سيطر على بلدة الطعانة القريبة من المدينة الصناعية على مسافة 6 كلم، إضافة إلى سيطرته على تلة الدوير التابعة لمنطقة السفيرة حيث تشهد المنطقة معارك عنيفة بعد هجوم مضاد للجيش لاستعادتها.
وفي ريف حلب الجنوبي، أعلنت «تنسيقيات» المعارضة مقتل أحد القادة الميدانيين في «حركة أحرار الشام» أشرف جمعة محير، إضافة إلى القيادي في «كتائب ثوار الشام» خالد علاء جيني، خلال المعارك التي تمكّن فيها الجيش السوري من السيطرة على المدخل الشرقي لمدينة الحاضر، إحدى أبرز معاقل «جبهة النصرة»، والتي يمثل سقوطها أهمية استراتيجية للعملية العسكرية الهادفة إلى تأمين جزء أكبر من طريق حلب ــ دمشق، بحسب مصدر ميداني. وبذلك، تصبح المساحة التي سيطر عليها الجيش في الريف الجنوبي 223 كلم مربع تقريباً.
وفي السياق ذاته، نقلت مصادر إعلامية معارضة عن مصدر قيادي في «جيش الإسلام» قوله إن «الفصيل خسر 80 مقاتلاً بين قتيل وجريح خلال المعارك الأخيرة مع الجيش السوري في ريف حلب الجنوبي»، مشيراً إلى أن فصائل متمركزة في بلدة الجميمية انسحبت من البلدة التي تسلل اليها الجيش السوري وسيطر على نقاط تمركز مقاتلي جيش الاسلام، «ما أجبرهم على الانسحاب من البلدة باتجاه بلدة مريمين التي وقع المقاتلون فيها في كمين للجيش السوري نتيجة انسحاب فصيل إسلامي منها دون إعلام جيش الإسلام».
وفي ريف اللاذقية، لم ينجح الجيش في تثبيت مواقعه في بلدة غمام الاستراتيجية بعد يوم من سيطرته عليها، حيث شنّت الفصائل المسلحة هجوماً عنيفاً مكّنها من استعادة السيطرة على البلدة، ما أجبر الجيش على الانسحاب من البلدة بعد معارك عنيفة، محافظاً على بعض النقاط في محيطها.
أما في ريف حمص، فقد تصدى الجيش لهجوم عنيف لتنظيم «داعش» على مواقعه في محيط بلدة الحفر جنوب بلدة صدد، في وقت يخوض فيه معارك عنيفة مع تنظيم «داعش» غرب مدينة تدمر عند منطقة الدوة الزراعية، وذلك بالتزامن مع قيام سلاح الجو بتنفيذ سلسلة غارات جوية استهدف فيها مواقع التنظيم في مدينة تدمر ومحيطها.
وأعلن الجيش الروسي أنه قام لأول مرة بقصف مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وذكر بيان وزارة الدفاع الروسية أن المقاتلات الروسية دمرت «موقعاً دفاعياً» و«بطاريات مضادة للطائرات» للتنظيم المتطرف في منطقة تدمر، لافتة أيضاً الى قصف 237 هدفاً إرهابياً في سوريا، في اليومين الاخيرين.
وفي ريف دمشق، أعلنت «تنسيقيات» مقتل مسؤول الهجوم على بلدة دير سلمان في الغوطة الشرقية، القيادي في فيلق عمر التابع لـ«جيش الاسلام» المدعو «أبو عبدو» والملقب عسكرياً بـ«صقر 3»، خلال الاشتباكات مع الجيش السوري.