محرّر الشؤون القضائية يمكن أن يستخدم البولونيوم (عيار 210) كسمّ قاتل في الحالات التالية: اذا تمّ تنشقه، أو بلعه أو امتصاصه. وفي هذه الحالات تدمّر الاشعاعات التي تنبعث منه جميع الاعضاء العضوية، بدءاً بالكبد والطحال وتؤدي الى الموت البطيء. لكن هذا لا يعني تلقائياً ان وجود آثار بولونيوم، بكميات محدودة جداً، على الملابس أو على سطح بعض الادوات المستخدمة يؤدي حتماً الى تسمّم قاتل، اذ ان عدم امتصاص أو بلع أو تنشق المادة لا يؤثر على صحة الجسد.
كانت مادة البولونيوم تنتج في الاتحاد السوفياتي، حيث استخدمت بعض مكوناتها في العديد من الصناعات الحيوية. فالبولونيوم استعمل في مصانع الأقمشة والورق والبلاستيك لتحسين نوعية المواد المغلفة لبعض المنتجات. لكن منذ سبعبنيات القرن الماضي قللت المصانع الروسية من استخدام هذه المادة بسبب الاشعاعات التي تبثها مع مرور الزمن.
ويمكن أن ينتج من إشعاعات غرام واحد مركّز من البولونيوم صعق كهربائي يمكن أن يصل الى 140 واط ويرفع الحرارة الى 500 درجة مئوية، وبالتالي استخدم كمصدر للحرارة الذرية للتجهيزات الثيرموكهربائية. استخدم البوبونيوم المركّز لهذه الغاية في العديد من المركبات الفضائية لمنع تجمّدها جراء الصقيع. واستخدم كذلك لقياس سماكة الطلاء الصناعي من خلال الاشعاعات.
ولا شك في ان مادة البولونيوم (عيار 210) تزيد خطورتها عن الغاز السام المعروف بـ«هيدروجين الساينايد»، حيث ان ميكروغراماً واحداً منه يوازي 250 ميلّيغراماً من «هيدروجين الساينايد».
ويمكن العثور على كمية قليلة جداً من البولونيوم في التبغ، اذ اكتشف العلماء في ستينيات القرن الماضي أن بعض الأسمدة الزراعية (فوسفات) تحتوي على هذه المادة التي يمكن أن تمتصها جذور نبات التبغ، بينما لا تمتصها جذور النباتات الاخرى. وكان الباحثان الفرنسيان بيار وماري كوري قد اكتشفا مادة البولونيوم عام 1898 واطلقا عليها اسم بولونيوم نسبة الى بولندا (أو بولونيا) وهي بلد منشئهما. وعام 2006 اعلن عن استخدم البولونيوم (عيار 210) كسمّ قاتل لاغتيال العميل الروسي الكسندر ليتفيننكو الذي مات بعد تمدّد الاشعاعات في جميع جسده. الباحث الاسرائيلي مايكل كاربين أورد في كتابه «القنبلة في الطابق السفلي» (2006) أن تسرّباً للبولونيوم حصل من مختبر معهد فايسمان عام 1957، وان الباحث درور سادي وثلاثة من زملائه توفوا جميعاً بعد اصابتهم بمرض السرطان.